سهرت
ليلة أمس، مع الدكتور نبيل كوكالي، بعد طول غياب، رفقة الرحالة نزار العيسة والصحفي
عوَّاد الجعفري الآتي من أبو ظبي متحرقًا لمشوار مشي، ومعرفة ما ينتظر الضفة
الغربية. بين المشي والمشي سعدت بالدكتور، وأحد صفاته بالنسبة لي "الأب
النصراني الروحي لأوَّل بنك إسلامي في فلسطين". تذكرنا نشاطاته الكثيرة في
مركزه في بيت ساحور، ومنها استضافته للنائب عبد الجوَّاد صالح، الذي أنَّب
الدكتور، بعد تلاوته ورقة ترحيبية تمتاز بالاعتدال السياسي، والواقعية الأسلوية.
غضب صالح الراديكاليِّ قائلًا إنَّه لم يحضر من رام الله ليسمع مثل هذا الكلام.
بعد
أسبوع، وصل النائب، غزة، وأصبح وزيرًا للزراعة. من التشنيعات الّتي راجت، أنَّه
عندما كان يعترض في المجلس التشريعي الأوَّل، همس عرفات أنَّه يطمع في وزارة. تعكس
التشنيعة طريقة تفكير سادت في سنوات السلطة الأولى. يمكن للراديكالي أيضًا أن يحلم
بالوزارة.
التقيت
النائب، الذي كننت له الاحترام، مرتين بعد توزيره:
*رافقته
مع صحفيِّين إلى التجمعات العربيَّة الفلسطينيَّة وسط تجمع عتصيون الاستيطاني.
كانت أنباء انشقاق وكيل الوزارة، بوزارة في نابلس حيث يسكن، مطروقة إعلاميًا.
التنافر بين الوزير والوكيل، جزء من سياسة عرفاتية سلطوية.
سألته
عن الانشقاق، بدا غاضبًا جدًا قال، إنَّه تقدَّم للنائب العام بملف يتهم فيه
الوكيل باختلاس ملايين، ولكن النائب لم يحرك ساكنًا، طالبًا من الصحفيِّين،
تحريكه.
*المرَّة
الثانية، خلال جلسة للمجلس التشريعي التي عقدت في قاعة بلدية بيت لحم، وحدثت فيها
طوشة كبيرة بين عرفات ورئيس المجلس أبو العلاء، بسب مشروع الدستور، وفضت الجلسة
بعد مغادرة عرفات، وصراخ أبو العلاء. خطب القائد الفتحاوي أبو شاكر النتشة مستنكرا
مقتل الجميِّل في نابلس، الذي خيم مقتله على أجواء الجلسة، وكذلك الاعتقالات
السياسيَّة. أبدى صالح غضبه، وتحدَّث منددًا بسياسة الاعتقال السياسي والتعذيب.
تدخَّل النائب نبيل عمرو قائلًا: إمَّا أن تكون في الوزارة أو في المعارضة، وما
دمت وزيرًا تتحمَّل مسؤولية التجاوزات. فصلَّت وقائع تلك الجسة، في فصلٍ.
ظهر
صالح، كرمز نضالي مناهض للاحتلال بصفته رئيسًا لبلدية البيره، ما أدى إلى إبعاده
خارج الوطن، وعندما فاز في أوَّل انتخابات تشريعيَّة، كان لديه الاستعداد لمشاركة
المعترضين على ما اعتبروه تلاعبًا وتزييفًا.
في
أواخر يناير 2012م، شاركت آخرين من الأحباب، سهرة معه في المطعم الثقافي لمجدي
الشوملي في بيت ساحور. أخبرته أنَّ صموئيل شمعون ذكره بالخير في روايته السيرية:
عراقي في باريس. تذكَّر صموئيل بالخير أيضًا، الذي نقلت له تحيات المناضل المعتق،
وأظنه وعد بارسال نسخة من الرواية.
دلني
على عين زليخة في جبال البيره، قريبًا من أرضه التي يهتم بها. زرت العين، ودللت
عليها باتصال تلفوني به.
كتبت
معلقًا على تلك السهرة: " سهرة
مع عبد الجواد صالح، ابتدات في بيت لحم، وانتهت في بيت ساحور، مع الأصدقاء: يوسف
الشرقاوي، ومجدي الشوملي، ومها السقا. حديث عن الفساد، والوطن المتعوس، والقيادات الملعونة!".
غادر
صالح دنيانا اليوم، وما زال حديثنا نفسه!
#عبد_الجواد_صالح
#صموئيل_شمعون
#أسامة_العيسة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق