أهلين

"من عرف الله سار، ومن سار طار، ومن طار حار". عجيل المقدسي.

الأربعاء، 23 أبريل 2025

حديث الكلاب!

 


شكلت الرحلة العراقيَّة في حياة العم أبو العلاء، منعطفًا في حياته الفكرية والشعرية والشخصية.

تأسى عمنا عندما نهره أحدهم، نكرة لا نعرف من هو، ارتطم به عمنا دون قصد، فوصفه النكرة بالكلب، فردّ عمنا: الكلب مَن لا يعرف للكلب سبعين اسمًا. يبدو لي رد عمنا أبو العلاء على نزق نكرة، شعبويًا، بتعبير عصرنا. ولا شك لشخصٍ مثله، احترم من تدب على أرضنا، فامتنع عن أكل لحومها، يدرك أنَّ الشتائم التي تتخذ من الحيوانات وصفًا، مبتذلة إلى حدٍ كبير. لكن المسألة لها علاقة بكرامة شخص في منتصف الثلاثينيات من عمره، يزهو بمعرفته أسماء الكلب كلها.

تخللت رحلة عمنا العراقية، حدثًا مع مثقف كبير هو الشريف المرتضى، وحصل بينهما سجال حول المتبني. من المعروف افتتان عمنا بأحمد المتنبي، وهو صاحب كتاب معجز أحمد. أراد عمنا أن يضرب تحت الحزام، فقال في مجلس المرتضى:  

لو لم يكن للمتنبي إلا قوله: لك يا منازل في القلوب منازل لكفاه فضلًا. فغضب المرتضى، وطرد عمنا، وقال للحضور المستغربين من تطور غير متوقع لسجال أدبي: أتدرون أي شيء أراد الأعمى بذكر هذه القصيدة، مع أن لأبي الطيب ما هو أجود منها؟ أجاب أراد قوله في هذه القصيدة:

وإذا أتتك مذمتي من ناقص فهي الشهادة لي بأني كامل

لا تحفل الكلاب من منتقصيها ولا بسجالاتهم!

عدسة: عماد أبو جودة

#أبو_العلاء_المعري

#الشريف_المرتضى

#عماد_أبو_جودة

#أسامة_العيسة


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق