أهلين

"من عرف الله سار، ومن سار طار، ومن طار حار". عجيل المقدسي.

السبت، 20 أبريل 2019

السوسن الملكي يخرج فقوعة من عزلتها








يعتقد مفيد جلغوم، بأن السوسن الملكي، الذي ينبت في أراضي قرية فقوعة، قرب جنين، نقل القرية، من قرية مهمشة، إلى أخرى، يتزايد الاهتمام الرسمي والشعبي بها باستمرار.
ولدى جلغوم، وهو مربي، وكاتب، وناشط في مجال الترويج لسوسنة فقوعة، أمثلة عديدة على ما يقوله، وأشار وهو يتنقل مع مراسلنا في السيارة، إلى الحفريات في الشوارع من اجل مدّ شبكة مياه، قائلا، بان للسوسن الملكي فضل في ذلك.
يفخر جلغوم، بأن أهالي القرية مع شركاء آخرين، تمكنوا من إثارة الاهتمام بهذا النوع من السوسن، ونشر الوعي المحلي للحفاظ عليه، وللعام الثالث على التوالي أقاموا مهرجانا للاحتفاء بها، وإصدار كتاب ونشرات عنها.
وتم تخصيص حديقة صغيرة للسوسن، على أرض مقبرة مندرسة، قريبة من الجدار الفاصل، بين القرية وجزء من أراضيها ومدينة بيسان المحتلة، وهو عبارة عن سياج تحرسه قوات الاحتلال باستمرار.
وقال جلغوم، بأنه تم جلب بصيلات السوسن من أراضي القرية، وزرعها في الحديقة، كي توفر رؤية سريعة، لمن يرغب من زوار القرية، مشيرا إلى أن هذه التجربة تحتاج إلى دراسة، ومعرفة أكثر بطبيعة السوسن وطرق إنمائه.
وبدا جلغوم فرحا وهو يرى أن زهر السوسن، لم ينطفئ، كما هو المعتاد في الثلث الأول من شهر نيسان، وأشار إلى ظهور حواصل على السوسن، تحتضن داخلها حبوب إكثارها.
وتحدث جلغوم، عن الدراسات المخبرية التي تجرى، لكي يتم تسهيل التعامل مع هذه الحبوب، وقال: "نحافظ على السوسن الملكي، ونواصل البحث عن كل ما يتعلق به".
قبالة الجديقة، وعلى الجبال المحيطة بالقرية، تظهر المستوطنات، التي تروج للسوسن الملكي، باعتباره سوسن جلبوع، وتقديمه ضمن القصص التوراتية.
والصراع بين المستعمرين، وأهالي القرية ليس جديدا، ففي عام 1948م، تمكنت العصابات الصهيونية من احتلال القرية، ولكنه احتلال لم يدم.
في منزل جلغوم، علقت على الجدار، صورة الشهيد محمد إبراهيم جلغوم (أبو الطاهر) وهو واحد من أربعة شهداء، ارتقوا خلال عملية تحرير قرية فقوعة في شهر تموز 1948م.
يقول جلغوم: "بعد احتلال العصابات الصهيونية للقرية، تشتت أهلنا، وأصبحوا لاجئين في القرى المجاورة لمدة أربعين يوما، ولكنهم قرروا اتخاذ خطوة جريئة، بالتعاون مع الجيش العراقي، الذي وضع خطة لتحرير القرية، على أن ينفذها مجاهدي القرية، وانتشر الجيش في الجبال حول فقوعة، بينما اقتحم الفدائيون من شباب القرية، قريتهم، وتمكنوا من تحريرها، ونجم عن معركة التحرير، مقتل عشرة من جنود العصابات الصهيونية، وارتقاء أربعة شهداء من بينهم جدي محمد".
ويضيف جلغوم: "اعتقد بان عملية تحرير فقوعة، بعد سقوطها، هو حدث فريد في عام النكبة".
ولم يكن الاحتلال، بدون ثمن، حيث دمرت العصابات الصهيونية المنازل القديمة الكبيرة، ومن بينها منزل عائلة جغلوم، الذي يمكن رؤية السقف الجديد له، الذي شيد بعد التحرير.
وهدمت العصابات الصهيونية، أيضا مسجد القرية وكنيستها الملاصقة له، وتم لاحقا بناء المسجد الذي يعرف الآن باسم المسجد الشرقي، بينما لم يعاد بناء الكنيسة حتى الآن، واحد أسباب ذلك خلو القرية من المسيحيين.
لدى مغادرة قرية فقوعة التي ترتاح على واحدة من قمم سلسلة جبال فقوعة، كانت الشمس، وهي تغيب، ترسم لوحة مستطيلة، بألوان ذهبية، وسط الغيوم البيضاء الممتدة على الجبال الغربية المقابلة للقرية، ترمز لحكايات صمود، وتجذر للناس والنبات والحجارة لم ترو بعد.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق