أهلين

"من عرف الله سار، ومن سار طار، ومن طار حار". عجيل المقدسي.

الأحد، 7 أبريل 2019

وداعا أبو العزّ..!



ماذا يعني أن يموت والد أسير، وابنه في السجن، تنتظره سنوات طويلة؟ كيف عاش أبو العزّ، خلال السنوات الخامسة عشرة الماضية، التي أمضاها ابنه عزّ الدين حمامرة في السجون، والمحكوم بالسجن المؤبد؟
أنا مطلع على جزء مما عاناه أبو العز، الذي غادرنا اليوم، بشكل مفاجيء، وتزاملنا، كوالدي أسيرين، في زيارة الأسرى في سجن ايشل، واختبرنا المعاناة التي يتحملها أهل الأسرى في مسيرهم نحو الزيارة.
عانى ابو العز، من هدم سلطات الاحتلال لمنزله، ومن عزل ابنه في السجن لفترات طويلة، وربما مستمرة حتى الآن، ومن أمور صعبةٍ كثيرة، استضافني وأصدقائي من المشائين في منزله الذي انتقل إليه بالقرب من ركام منزله السابق، وكان دليلاً لنا إلى المواقع القديمة في قريته حوسان، ورسم، بالكلمات، الطريق التي قطعها المجاهد السوري سعيد العاص (أبو سعاد) قبل استشهاده في وادي الغويط.
يرجل أبو العزّ، وفي حلقه غصص، ما يمكن أن يشكّل عزاءً، أنه يرحل إلى مكانٍ ليس فيه احتلالات، ولا دكتاتوريات، ولا دول خائنة، أو ممانعة، ولا محاور للمقاومة (خصوصًا محاور القهر والمقاومة)، تقدم رفات جندي إسرائيلي، هديةً، لدولة الاحتلال، كان يمكن أن تستبدل بعددٍ من الأسرى، ويكون بينهم ابنه عزّ الدين.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق