أهلين

"من عرف الله سار، ومن سار طار، ومن طار حار". عجيل المقدسي.

الثلاثاء، 8 يناير 2019

شعوبي بائس..!



بالطبع يحق للرئيس، أو الغفير، أي رئيس، وأي غفير، أن يُكرّم، مَن يريد ِمن خلق الله، حتّى لو كان المكرم السيناريست وحيد حامد، الذي خرج، قبل سنوات، على الهواء، عبر الهاتف، في برنامج توك شو مصري، وهو يصرخ بأنّ الفلسطينيين يريدون أن يحتلوا سيناء، هكذا مرة واحدة؛ يريد مَن يعيشون تحت الاحتلال، احتلال أرض الجيران، المحتلة في الواقع، من نفس الاحتلال، بالإذن من الراحلة شادية.
كيف عرف حامد، أن الفلسطينيين، كل الفلسطينيين، يريدون أن يحتلون سيناء؟ ليس مهمًا، ولكنَّ المهم، بالنسبة لي، يتعلق بمسألة تقنية، وتقاليد التزام الكتّاب، بما يجب أن يلتزمون به، فمثلاً لو قال حامد بان 99% من الفلسطينيين يريدون أن يحتلوا فلسطين، لربما اقتربت مصادره من مصداقية ما.
أنا أعرف بوجود فلسطيني واحد على الأقل، لا يرغب باحتلال سيناء المحتلة، وهو أنا، وفي حينه كتبت بأنني أريد لمصر أن تحتل فلسطين، بل وأرجوها، وسأكون بانتظار حامد في مقهى في شارع يافا، وهو يمشي أمام الجيش المصري المحتل.
متع حامد ملايين من مشاهدي أفلامه، ولكنه للأسف شعبوي وشعوبي بائس، ولا شك بأن شتمه للفلسطينيين، كل الفلسطينيين، كان ضمن انحيازه للثورة المضادة في مصر، ومعاداته المسعورة لأوَّل رئيس مصري مدني منتخب منذ ثمانية آلاف عام.
لو لم يكن حامد، وصولي بائس، لانتقد احتلال إسرائيل لسيناء وتعاون عسكر السيسي مع عسكر الاحتلال، في قمع أهلنا في سيناء، ولرفض تكريم رئيس الشعب الذي أراد احتلال ارض بلاده، بل نوه بتفضل الرئيس الفلسطيني: "الذي سأعتز به طوال عمري".
**
الصورة:هدهد القدس-منطقة ماميلا: 8-6-2018م

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق