قبل ظهر يوم 26-9-2011،
صعدتُ إلى قرية يبرود، تناولت تينًا عن أمه، متمتعًا بشمس معتدلة.
"اكتشفت" مقامًا مجهولًا بالنسبة لي، ينسب للنبي يوسف. لم يُذكر المقام
في الأدبيات الجغرافية الفلسطينَّية الخجولة، حتى لدى عبد الله مخلص، رائد الكتابة
عن المكان الفلسطينيِّ، في بحثه عن المواقع المرتبطة بيوسف التوراتي والإسلاميّ في
فلسطين. كان هدفي الوصول إلى برج البردويل الاستراتيجي، أشار حسين عبد الله سليمان
مشارقة (65) عامًا، حينها، وهي يقف على موقع مشرف في قريته يبرود، الى طريق برية
جميلة، تؤدي الى برج البردويل، الذي يطل على منطقة وادي الحرامية، الخانقة
والحانقة، عنق زجاجة طريق القدس_نابلس.
رغم إعجابه
بالبرج، وحديثه الحماسي عنه، إلَّا أنَّ مشارقة أقَّر أنَّه لم يفكِّر ولا مرَّة
بالذهاب إليه. وصلت بقايا البرج العظيم، ورأيت رؤية مرفقاته، كالغرف متعددة
الاستخدام، ومن هذه المنطقة يمكن التمتع منظر بانورامي في غاية الروعة، تزيده
الجبال المحيطة بوادي الحرامية، جمالًا وروعة. أخذت غفوة على العشب وبين أشجار
الزيتون. وغادرت مع مغادرة الشمس أرضنا.
يوفر الموقع،
اطلالة على عدة قرى، كسلواد، والمزرعة الشرقيَّة، وعين سينيا، بالإضافة الى يبرود،
ويظهر جمال مواقع هذه القرى.
يُعتقد أن اسم
البرج تحريف لاسم بلدوين ملك مملكة بيت المقدس الصليبية (1100-1118م). ورد اسم
بردويل، في كتب الإخباريين العرب مقصودًا به الملك بلدوين، ومن بينهم من زار
فلسطين خلال الاحتلال الصليبي مثل أبو بكر الرهوي صاحب كتاب (الاشارات في معرفة
الزيارات)، الذي قدم وصفًا مقتضبا لمواقع مهمة في فلسطين في تلك الفترة، ولتشكل
بعض الأساطير، التي عاشت لاحقا، مثل تلك المتعلقة بمغارة الميكفلة في الحرم
الابراهيمي الشريف.
المصريون
بردلوا، مثلنا، الملك الصليبي، عندما كانت مصر وفلسطين (حِتىة وحدة)، يمكن تلمس
التشفي بموته التراجيدي في كتابات مؤرخي المماليك، وما زال موقع موته يسمى بركة
البردويل.
يطلق المحتلون
على برج البردول اسم (بِشَنا)، الذي يرتفع 950م عن سطح البحر. ستكون زيارتي تلك
الأخيرة. الآن يسيطر مستوطنون رعاة على الموقع. وداعًا يا برج، عله يكون وداعا
مؤقتًا!
#برج_البردويل
#أسامة_العيسة

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق