أهلين

"من عرف الله سار، ومن سار طار، ومن طار حار". عجيل المقدسي.

السبت، 29 سبتمبر 2018

يا معشر الكتّاب لا تهدوا كتبكم..!




عندما أحضر مؤتمرًا أو مناسبة أخرج منها بمجموعة من الكتب أو الكراسات، التي أحملها مجاملة. أوّل ما أفعله هو تركها على طاولة أوّل محل أدخله لاشتري زجاجة ماءـ أمّا الكتب أو المراجع التي أرغب بضمها لمكتبتي، فأتمتع بمشقة الحصول عليها وبدفع ثمنها.
قبل سنوات وصلتني مجموعة كتب عن طريق صديقة فرنسية لكاتب راحل محبوب، وفوجئت بكتب عديدة لزملاء كتّاب أهدوا كتبهم للكاتب الراحل، انتهت في النهاية في مكتبتي، احتفظت ببعضها إكراما لكتّاب أصدقاء.
قبل عام وصلتني مجموعة كتب من قريبة في رام الله، تجمعت لديها هذه الكتب، دون أن يقرأها أحد وأصبحت عبئا عليها، واستغربت لماذا يرسل الكتّاب أو المؤسسات ومراكز الأبحاث كتبهم إلى جهة تضيق بالكتب، واليوم أرسلت لي مجموعة كتب أخرى كثير منها مهم، كدوريات ومراجع، وبعضها كتب مهداة من مؤلفيها. نظرت بحزن إلى الاهداءات العاطفية. وأثارتني خدمة التوصيل إلى المنزل.
يوجد قسم مهم في مكتبتي يضم الكتب التي عثر عليها صديق في مكب نفايات، تخلص عائلة مالكتها بعد موتها، فأنقذها الصديق وقدمها لي مشكورًا.
لا أعتقد أن من مهمة الكاتب إهداء كتبه، أو توزيعها مجانا، في الأمر إهانة للكتاب وربما الكاتب. من يرغب بكتاب يمكن أن يشتريه، أو يقرأه في مكتبة عامة.
أفيقوا يا معشر الكتاب، كتبنا ليست من أولويات من نفترض أنهم يمكن أن يكون من قرائنا المحتملين.
وأعتقد أن التعامل مع الكتاب كسلعة، هو المدخل لبناء فضاء ثقافي مستقل وديمقراطي، بديلاً عن وسط ثقافي تنخره الحزبية والشللية يتسيده أشباه مثقفين يقيدون أنفسهم بالسلطات السياسية والاجتماعية والاقتصادية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق