أهلين

"من عرف الله سار، ومن سار طار، ومن طار حار". عجيل المقدسي.

الجمعة، 22 يونيو 2018

ماء الحكومة..!


























اعتبر مشاركون، في حراك بيت لحم، أن رفض ماء الحكومة، هو أكثر موقف راديكالي يمكن أن يفعلوه، أمام كرمها بعدم قمع المسيرة وتقديم الماء في يوم صيفي قائظ، ولكنهم يفعلون ذلك بأدب يتماشي مع التقاليد المحلية في رد الذوق الذي تمتعت به الحكومة، بمثله.
والبعض قبل الماء، باعتبار ذلك اعتذارًا علنيًا عمّا جرى في رام الله، والبعض الثالث، قبل الماء، باعتبار أن هذا هو الأمر الطبيعي، والذي يجب أن يحدث، آملين أن يكون ذلك نهجًا معتمدًا في العلاقة بين الحكومة التي تحت الاحتلال، ومواطنيها المحتلين.
ولكن الحكومة ليس لديها الصبر في تدليل مواطنيها الذين يهتفون ضدها، فوضعت صناديق الماء على الأرض، وغادرت.
ولكن أيضًا للحكومة وجهها غير الباسم، قد لا يكون عابسًا، ولكنه غامض، ربما خلفه رسالة لمن أفرط من المشاركين في التفاؤل، فثمة كاميرا على شرفة مكتب مقابل الاعتصام، تحركها أصابع لا ترى، وسيرتجل الحراكيون شعارًا سريعًا آنيًا موجعًا، فيه مقارنات أنا شخصيا لا أحبها.
لماذا تفضل الحكومة التصوير السري؟ لماذا لم تنضم لعشرات الكاميرات التي تصور؟ أو تنتظر الصور التي سينشرها المشاركون لاحقا؟
ولكن من هم الحراكيون؟ فتية من الذكور والإناث، بعضهم منتم أو متعاطف أو له أصدقاء في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، وبعضهم من الأكبر سنًا من ترك فصائل اليسار، بالإضافة إلى قلة من المستقلين والأجانب والأجنبيات، وأهلي أسرى وشهداء.
النساء يشكلن القسم الأكبر من الحراك، والتمثيل الفتحاوي ضعيف، أو نادر يتمثل في عضو الثوري محمد اللحام، وربما، يوسف الشرقاوي العابر للفصائل والأكثر راديكاليا من الحراكيين، والرافض الأوّل لماء الحكومة.
ما هي شعارات الحراك؟
أعلن الحراكيون بأن قادتهم هم أبو علي مصطفى، وأحمد ياسين، وأبو عمّار، وجميعهم شهداء.
بعض الشعارات التي أطلقت فيها الكثير من العدمية مثل: "فليسقط غصن الزيتون"، وأخرى تمس بالمرأة مثل تشبيه عدم المنضمين للحراك بالنساء، وهو ما أثار غضبًا وحساسية لمشاركة مثل الفنانة رنا بشارة.
أمّا الموقف من الوحدة الوطنية، فكلاسيكي متخلف: "فتح وحماس وشعبية"، ويضاف إليهما أحيانا الجبهة الديمقراطية.
احتفاء بسلطتين غير ديمقراطيتين تحت الاحتلال، وبقايا يسار، مؤيد لأكثر الأنظمة العربية وحشية (نظام بشار الأسد)، وبتنظيم على رأسه نايف حواتمة الذي عمّر في منصبه، هو وأبو ليلى وتيسير خالد وغيرهم، أكثر من المغفور له سوموزا.
وسواء كانت الحكومة ذكية أم غبية، أو كان الحراك أصيلاً أم مؤقتا، فان الجماهير المثقلة بوطأة الاحتلال التي يصعب وصف ثقله غير عابئة بهما، تمر المركبات وكأن ناسها ليس لهم علاقة بما يجري باستثناء أميركي أسود تتدلى خصل شعره فتائل، أوقف مركبته وترك عائلته ونزل ليسأل إذا كانت الوقفة ضد أميركا وإسرائيل ليشارك فيها، وعندما علم انها ضد السلطة، اعتذر وغادر فورًا.
ما له وللاختلافات الداخلية بين هؤلاء الذين يعيشون في سجن إسرائيلي يصغر كل يوم...!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق