تستضيف
كابي لطيف الروائي والصحافي الفلسطيني أسامه العيسة الحائز على جائزة الشيخ زايد
للكتاب للآداب 2015 عن روايته "مجانين بيت لحم" الصادرة عن دار
"نوفل هاشيت" في بيروت.
الجائزة
انحياز لمشروعي الثقافي الروائي الذي يقدم المكان والإنسان الفلسطيني بشكل جديد:
"مسرور
جدا لحصولي على هذه الجائزة المهمة، كانت مفاجأة لي وهذا ما ضاعف سروري، أكد
الكثير من النقاد خاصة في فلسطين على أنها التفاتة إلى الرواية والأدب الفلسطيني بصورة عامة الذي غاب خلال
السنوات الماضية. هذه الجائزة أعطت دفعة للأدب في أن يكون في المكان الذي يستحقه
عربيا وعالميا، اعتبر أن الجائزة هي انحياز لمشروعي الثقافي الروائي الذي أحاول
دائما من خلاله تقديم المكان والإنسان الفلسطيني بشكل جيد، وانجاز المغامرة
الروائية التي بدأتها. الشيء المهم في الجائزة أنها قدمت لاعتبارات أدبية فقط،
وهذا ما أفرحني، فانا لا اعرف احد من القائمين على الجائزة ولم أكن أتوقع الفوز
لأني كنت اعتقد دائما أن الجوائز تذهب لغيرنا وهناك طرق أخرى لمنحها."
نعيش
في فلسطين حصارا ثقافيا :
"ليس
لدينا دور للنشر وليس لدينا مجلات أدبية وبيروت كانت وما زالت عاصمة الثقافة
العربية، يوجد فيها دور نشر وصناعة نشر ثقيلة مثل دار "نوفل هاشيت" التي
نشرت روايتي الفائزة "مجانين بيت لحم" ، حيث رحبوا بها واعتبروها رواية
يمكن أن تقدم أدب فلسطيني إلى العالم العربي، حيث أخذت الرواية مداها حتى قبل أن
تقدم للجائزة. لا يمكن أن افصل فلسطين عن الشام، فلسطين كأنها سُرة الشام ، هذه
المنطقة كأنها نزلت من السماء، شهدت الحضارات التي أخرجت رواد في مختلف المجالات،
اعتقد أنه من واجبنا إعادة كتابة التاريخ لهذه البلدان، فالذين احتلوا بلادنا
وغزوها كتبوا تاريخها من منظار المنتصرين وغيبوا الرؤية الأولى، غيبوا رؤية
الناس."
أبو
ظبي ستكون محطة مهمة في حياتي
"حضوري
لتسلم الجائزة في أبو ظبي ومشاركتي في معرض الكتاب، هو حضور مشرف ورائع وفرصة
للالتقاء بكوكبة من أدباء العالم العربي وخارجه. لاحظت أن هناك ما كنّا نسميها مدن
الأطراف تضطلع اليوم بدور ثقافي هام كان يجب على الدول المركزية أو التقليدية في
العالم العربي أن تضطلع به. وجهة نظرنا عن الخليج كانت مرتبطة دائما بالنفط، ولكن
هذا الانتباه للثقافة مهم جدا. لست في مجال لأجامل أصحاب الجائزة ولكن من الواضح
تماما أن هذه الجوائز تمنح دون اعتبارات معينة وبالتالي أخذت مصداقية. أهنيء أبو
ظبي التي ستكون محطة مهمة في حياتي وهي فعلا كذلك لكثير من المثقفين العرب.
بالإضافة إلى جائزة الشيخ زايد للكتاب، هناك جائزة البوكر التي تحصد اهتماما
شديدا، والفائز تسلط عليه الأضواء وتترجم أعماله. الجائزة سلطت الضوء ليس فقط على
روايتي ولكن على رواياتي الأخرى."
مشروعي
الروائي هو انحياز للمهمّشين
مشروعي
الروائي هو انحياز للمهمشين وانحياز للأقل
حظا. فانا ابن مخيم "الدهيشة" وملتزم تجاه هؤلاء الناس المجانين الذين
هم أكثر شريحة مهمشة، فلا احد يحاول أن يهتم بهم ويرفع الصوت عاليا لإنصافهم.
سأكون دائما منحازا لهم، لم ولن اكتب عن
رئيس أو وزير، وسأظل اكتب عن هؤلاء الناس لأني منهم. مخيم الدهيشة هو مكان في بيت
لحم استقبل اللاجئين الذين هجروا في عام النكبة من ضواحي القدس، وقد عاش هذا
المخيم فترات بؤس كبيرة ولكنه كان دائما مدرسة تخرّج منها مثقفون وكتاب وإعلاميون
وسياسيون. وأنا ابن جيل حمل الحجر بيد والكتاب باليد الأخرى. نحن نشأنا في مواجهة
تامة مع الاحتلال حيث نقع على شارع القدس– الخليل في المثلث بين بيت لحم والقدس
والخليل، كنّا على تماس دائم مع الاحتلال وبنفس الوقت كنّا نعي تماما دور
الثقافة."
الكتابة
بالنسبة لي هي مشروع حياة
"لا
توجد لي حياة خارج الكتابة تقريبا، معظم أنشطتي الحياتية مسخرة للكتابة سواء
الرحلات الميدانية أو البحث أو القراءة أو الجلوس في المقاهي أو في ساحة المهد
لساعات طويلة. بعد أن علمت بفوزي بالجائزة كانت لي رواية تحت الطبع سحبتها لأنني
شعرت بالمسؤولية الكبيرة. فأنا انظر إلى الكتابة كفعل جدي جدا لا يوجد به أي نوع
من المزاح وكصنعة وحرفة ثقيلة. الجائزة تعني أن الخط الذي كنت أسير عليه هو خط
صحيح ويجب أن أكمل طريقي فيه، وبنفس الوقت هناك نوع من المسؤولية المضاعفة."
لو
لم تكن لنا ذاكرة لمتنا
"ربما
أكلتنا الذئاب، نحن قاومنا بشتى الطرق، بالأغنية بحكايات الأمهات والأجداد. نحن
أيضا أصبحنا نروي حكاياتنا، أنا ابن بيت لحم والقدس ورام الله والخليل وأريحا، هذه
المدن الفلسطينية الوسطى التي سميت سياسيا "الضفة الغربية" هي منطقة
واحدة، بيت لحم هي بلدتي وهي مدينة ساحرة وليبرالية إلى حد ما، وبيت لحم والقدس
هما توأمان تفصل بينهما سبع دقائق في السيارة، ولكن الآن هناك جدار بينهما. فأصبح
الوصول إلى أبو ظبي وباريس ربما أسهل على المواطن في بيت لحم من الوصول إلى القدس،
ورغم ذلك ما زالت بيت لحم مدينة الفرح العظيم."للقراءة والاستماع:
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق