رأى
اعضاء لجنة التحكيم في جائزة الشيخ زايد للكتاب أن رواية "مجانين بيت
لحم" للكاتب أسامة العيسة التي فازت بالجائزة هي "صرخة من داخل فلسطين
من اجل تنبه الخارج لما يحصل في فلسطين وبيت لحم".
وأكد
اعضاء اللجنة لـ"الغد" أن الرواية قدمت "مأساة بيت لحم في صورة
تدعو الى التأمل وتبعث على التفكير لما يحصل في هذه المدينة التي هي جزء من
فلسطين".
وأشار
المتحدثون إلى ان الجائزة تدعم الابداع الحقيقي وتحرص على حرية الرأي والتعبير
وتبحث عن مظاهر الاختلاف والتعددية، وتهتم بكل المواهب وتحرص على مواهب الاطفال من
خلال استحضار رسامين كبار يقومون بتوجيه الاطفال في مجال الرسم.
ووصف
عضو لجنة التحكيم في الجائزة د.محمد بدران من مصر الرواية بانها "صرخة
تحذيرية من حالة الجنون في العالم العربي"، مبينا أن العيسة هو "قامة ابداعية
كبيرة ومثقف نوعي"، وأن روايته جاءت لتتحدث عن موضوع لم يدرس في الرواية
العربية من قبل إلا قليلا.
وأضاف
بدران ان العيسة اراد ان يقول لنا في هذه الرواية انه "كل منا لديه حالة
جنون، فإذا ما استمرت هذه الحالة ربما سنفقد عقولنا وهنا تكون المصيبة"،
مشيرا إلى أن اللغة التي كتبت بها الرواية هي "سهلة وفصيحة، لذلك اتوقع لها
انتشارا بين الجمهور العربي على اختلاف مستوياته وانتماءاته".
وابدى
بدران فرحه بفوز "اديب من ارضنا المحتلة فلسطين لكي يثبت للعالم ان
الفلسطينيين يهتمون ويتفوقون في عروبتهم وإبداعهم الادبي"، لافتا إلى أن
روايته هي "صرخة من داخل فلسطين من اجل أن يتنبه الخارج".
عضو
لجنة التحكيم الشاعر د. محمد بنيس وهو من المغرب، رأى ان الرواية كانت
"مفاجأة من حيث الفنية العالية والتوتر النفسي الذي يشعر به القارئ وهو يتبع
عوالم هذه الرواية"، لافتا إلى ان العيسة الذي حصل على الجائزة "يمكن
القول عنه انه يكرم الجائزة مثلما هي تكرمه"، وأن فوزه بها دليل على اسناد
الجائزة الذي لا يقوم إلا على اعتبار واحد وهو "جودة العمل المقدم من دون أي
اعتبارات اخرى اضافية".
ونوه
بنيس إلى أن "روح السخرية" التي تخترق هذا العمل وتقدم لنا "مأساة
بيت لحم في صورة تدعو الى التأمل وتبعث على التفكير وتستدعي القراءة"، مشيرا
إلى أن هذه الرواية تكتمل فيها صفات الاعمال الابداعية المجددة التي تفتح سبلا
جديدة لمغامرة الابداع العربي، "فهنيئا له بالجائزة ومرحبا به كمبدع وسيكون
له مستقبل كبير في الرواية العربية والعالمية".
واعتبر
بنيس ان الجائزة هي "تكريم للكتاب والمبدعين العرب وغير العرب من المشتغلين
بالثقافة العربية وتنمية التفاعل بين الثقافة العربية وغيرها من الثقافات
العالمية، وهي قيمة علمية رفيعة وتحرص على مكافأة الاعمال التي تتوفر فيها
الكفاءات العالمية والجهود الفكرية والإبداعية وتعطي كل العناية والاهتمام للعمل
بحد ذاته بعيدا عن الشخصنة".
وتحرص
الجائزة وفق بنيس على "حرية الرأي والتعبير والبحث عن مظاهر الاختلاف
والتعددية"، لهذا فهي تبتعد عما يمكن ان يعيق المجهود المبذول من طرف الكتاب والمبدعين، وتحمي
هذا الافق الصعب للثقافة العربية الحديثة من ان تكون مجرد صورة منفصلة عن واقعها
وعابرة لا تأثير لها في العمل الثقافي الجدي والوجدان الجماعي.
فيما
اعتبر بدران ان الجائزة "إعادة للكتاب واعتبارهم" مشيرا إلى الاهتمام
العالمي بهذه الجائزة حيث يحرص طلاب الجامعات على متابعة وقراءة كل ما يفوز بهذه
الجائزة من اعمال الادبية وفكرية. واهتمت الجائزة بالطفل ما دفع بدور النشر
بالتوجه إلى الأعمال التي تهم الطفل.
ويذكر
ان العيسة الذي يقيم في مخيم الدهيشة ببيت لحم في فلسطين، والذي تسلم الجائزة أول
من أمس، عمل في الصحافة الفلسطينية والعربية، وصدر له ثلاثة أعمال روائية هي
"الحنون الجبلي"، و"امرأة العشق المقبل"،
و"المسكوبية"، الى جانب العديد من الدراسات ومجموعات قصصية. وله من
الكتب "13" كتابا، ونال عدة جوائز منها جائزة فلسطين للصحافة وجائزة عن
"حكايات من بر القدس" وجائزة الابداع في العام 2006، عن رواية
"امرأة العشق المقبل".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق