وصلتني كبسولة من السجن ("الكبسولة"، مصطلح مشتق من الكلمة الإنجليزية (capsule) أي الوعاء البلاستيكي الذي يوضع فيه الدواء ويكون رقيقا ومحكم الإغلاق، ولا يتم هضمه إلا في المعدة، ويصعب فتحه. أما كبسولات الأسرى فهي أوعية من النايلون الملفوفة جيدا، تغطى بها مادة مكتوبة، والتي عادة ما تكون على ورق شفاف وبخط صغير جدا، ويتم إغلاقها بالتسخين على لهب قداحة، ويتم وضع عنوان المادة المكتوبة على ظهر الكبسولة وتستخدم لنقل المادة المكتوبة من سجن لآخر، او للخارج، عبر أسير يبلع السجين الكبسولة وتدخل معدته، ويخرجها عندما يقضي حاجته.)، كتبها عزيز أسير، بخط دقيق منمنم، هذه بعض المقتطفات:
"...أنا عماد راجح عصفور من يعبد، لاجيء من قرية السنديانة-قضاء حيفا..محكوم 15 عاما..وقد دخل...ت عامي الرابع عشر قبل أيّام..متزوج وعندي دليلة 15 عاما..وعبد اللطيف 14 عاما..رفيق ديمقراطية..ممرض ولي سجنتان في الانتفاضة الأولى..عمري البيولوجي 23 عاما ولا اعترف بيوم واحد بعد هذه السنين".
"اشعر بانني اعرفك منذ الصبا..وان معرفتي بك متجذرة".."عندما قرأت لك 20 صفحة من كتاب مجانين بيت لحم..عرفت صفاتك وانك إذا اخذت قرارا لن تتردد.. أنا لا ادعي المعرفة ولا الحدس وإنما شعرت انك قريب مني جدا..كأني عادت لي الذاكرة معك عندما قرأت 20 صفحة..وأنا ايضا احب التاريخ والتراث الفلسطيني واللباس التقليدي والمواقع الأثرية".
"أعرف اغلب شباب الدهيشة..وقد قضيت بها ليلة 21-10-90 عند أيمن الأحمر عندما كنت خارجا من سجن النقب".."قرات لك مجانين بيت لحم وسأقرأ بقية كتبك..انا أكتب في جريدة القدس وأغلب المواضيع التي أكتبها حول الاستيطان".."..وعلى فكرة انا مثلك بحب المشي.."
التوقيع: عماد عصفور (أبو العبد) سجن ايشل 26-1-2014
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق