سعيد عياد: ثورة على الثورة..!!

احتفلنا بالامس بصدور كتاب الصديق د.سعيد عياد عن (العقل الفلسطيني) الذي اعلن فيه ثورة على الثورة، الكتاب مهم ولنا عودة له بالتاكيد، هنا خبر عن ما حفل امس:

نظمت جامعة بيت لحم بدعوة وتنظيم من دائرة اللغة العربية فيها، حفلا تكريميا للإعلامي الدكتور سعيد عياد أستاذ في الصحافة والإعلام بالجامعة لمناسبة صدور كتابه (صراع العقل السياسي الفلسطيني).

افتتح الحفل الدكتور معين هلون، رئيس دائرة اللغة العربية، قائلا، عن الكتاب: "وجدت فيه فكرا ثاقبا، نتفق معه ونختلف معه احيانا، وهنا تكمن قيمة الكتاب، اشكر الدكتور سعيد عياد على السعادة التي ادخلها في قلبي، وارجو ان يستمر عطاؤه وعطاء الزملاء".

وحيت الدكتورة ايرين هزو، نائبة رئيس الجامعة للشؤون الاكاديمية، الدكتور عياد، وعبرت عن املها في ان تستمر جهوده في العطاء، وقالت بانه يمثل لها ولزملائها مثالا في البحث، والدأب، والعطاء.

وقدم الدكتور زين العابدين العواودة، استاذ النقد والاعلام، المداخلة الرئيس في الحفل، وقال مخاطبا عياد: "في هذه الفترة التي يظهر فيها انسداد الافق السياسي، وصار دخوله من المحرمات السياسية عند عديد الساسة الفلسطينيين، وعند فصائلهم كذلك، واستبعدت فيه طروحات المثقفين والمفكرين الغيورين على مصلحة وطنهم وشعبهم، فانت بصنيعك هذا ولجت مقتحما صعبا، لخوضك غمار البحث في حقل النظام السياسي الفلسطيني، وخطوت خطوة جريئة فيه، وعبرت عن موقف شريحة من المثقفين".

واضاف ان النظام السياسي الفلسطيني: "هو نظام تحكمه عوامل ومتغيرات كثيرة، مصدرها الرئيس الاحتلال والضغوط الدولية على القيادة والمحاصصة السياسية والقرارات المؤسسة على المصالح الحزبية الضيقة".

وقال العواودة بان عياد درس النظام السياسي الفلسطيني: "من منظور استقرائي سوسيو-سياسي ثقافي"، بذل فيه جهدا في سبيل الكشف عن اسباب الصراع المسكوت عنها، في مظهرات الخطاب السياسي الفلسطيني، وخاصة عند الكتلتين السياسيتين الكبيرتين، في الحقل السياسي الفلسطيني العام.

واضاف، بان عياد، هدف الى تفكيك بنى العقل السياسي الفلسطيني، ومطوياته، ووحداته الراهنة والمتوارثة، وخطابه السياسي الواحدي الصريح والمضمر، وادواته وأديباته السياسية والاجتماعية والثقافية وغيرها، وذلك بغية تفكيك مشكلات النظام السياسي الفلسطيني القائم، لتحديد العوامل الذاتية والموضوعية التي تقف وراء حالات التنافر والصدام والاستقطاب والخصام المستمرة بين الفريقين، وصولا الى تشخيص جوانب الضعف.

ووصف كتاب عياد، بانه: "ثورة على ثقافة اقصائية واحدية، وبالجملة، هي ثورة على الفكر السياسي الفلسطيني بماهيته وتصوراته ومنتجاته والياته، والماضوية الموروثة".

وقال: "في المحصلة تتجلى قيمة هذا الكتاب في انه يؤسس لدراسات اخرى جديدة في الحقل نفسه ويفتح الباب امام المثقفين والسياسيين لإيجاد حوار مفتوح حول مضامينه والرؤى السياسية المطروحة فيه، وهو احدث الدراسات الفلسطينية في حدود علمي التي تلج هذا المجال، في البحث ضمن الاطروحة التي قدمها".

وقال الصحافي حسن عبد الجواد، بان الدكتور عياد: "بذل جهدا في صياغة مكونات ومضمون هذا الكتاب، ولقد لفت انتباهي الى عشرات المراجع التي استخدمها لمؤلفين يمتازون بالتنوع الفكري والسياسي، وهذا امر مهم جدا".

واضاف: "لقد اثار اسئلة عديدة تتعلق بالعقل السياسي الفلسطيني. لقد وصلنا الى درجة ان الواقع الموضوعي يدفعنا باتجاه التغيير، لكن واقعنا الذاتي يقاوم التغيير".

واعتبر الدكتور عدوان عدوان، استاذ النقد في جامعة بيت لحم، بان كتاب عياد، جهد كبير، وكتاب موسوعي، ناتج عن خبرة ميدانية واسعة: "ولكن هل هناك عقل سياسي عند السياسة الفلسطينية التابعة؟، وفي الكتاب اسهاب مطول حول سلبيات القيادة الفلسطينية، ولاحظت ان الدكتور عياد يفصل النظام السياسي عن المجتمع، بل انه يجعل التفكك الاجتماعي انعكاسا للتفكك السياسي ولاحظت انه ينحاز للمجتمع انحيازا مطلقا".

واضاف: "انا لا افرق بين البنية السياسية والبنية الاجتماعية بل في اعتقادي بان البنية السياسية هي انعكاس للبنى الاجتماعية التي ترسخت عبر العصور".

وشكر الدكتور عياد، زملاءه، على هذا الحفل، وقال، بان كتابه نتاج جهد استمر ثلاثة اعوام، مثمنا كل الملاحظات التي قيلت حوله.

وقال: "الفكر السياسي الفلسطيني انتج لنا صراعا، وكتبت هذا الكتاب لان لدي فكرة لا بد ان اقولها، وبصراحة اقول بان جيل 1965 انتهى، وجيل اوسلو انتهى، نحن بحاجة الى فكر سياسي فلسطيني جديد، لأننا اذا اورثنا عقلنا السياسي الحالي الى ما بعد التحرير سيكون مصيرنا، كحال دول اخرى مثل افغانستان ولبنان والجزائر، ونحن كفلسطينيين لن نقبل بان يعاد استعمارنا من قبل نظامنا السياسي، هذا ما قتله في هذا الكتاب، لقد اضفت طرقات على الخزان".
http://www.alhayat-j.com/newsite/details.php?opt=3&id=184104&cid=2710