لسببٍ
ما، يمكن توقعه أو تخيله، وضع محضر المحكمة علي عبد المحسن في مخّه، صاحبة الصون
والعفاف جَفُّول، من مجدل عسقلان. ويبدو أنَّه اعتاد مضايقتها أو إغاظتها حسب تعبيرها،
كما حدث في أحد أيام 1586م، وكانت عسقلان ومجدلها تعيش منعظفها في القرن العثماني
الأوَّل.
كانت
السيدة المصون جفَّول مرضعة، وبسبب إغاظتها: "انزعجت وأرضعت بنتها سلطانة،
فشربت لبن الغيظ، وماتت، بسبب كلام المُحضر". ماذا أسمعها المُحضر، الذي لا
شك علقت به صفات بيرقراطيي السلطة، أية سلطة، والقوَّة التي تجعلهم يعتقدون، أنَّه
يمكنهم فعل ما يريدون في العوام، خصوصًا نسائهم.
يعلِّق
الباحث بشير بركات الذي نشر الوثيقة من أرشيف محكمة القدس الشرعية: "ترشدنا
هذه الحجة إلى إدراك العوام آنذاك أنَّ الغضب والرعب يُحدث تفاعلات بيوكيماوية في
الدم، حتى أنَّها قد تفسد حليب المرضعة، والله أعلم".
استخدام
كلمة لبن، يشي بالتأثير المصري، سيستخدم الفلسطينيون لاحقًا كلمة حليب.
إذا
لم يقتل حليب الغيظ الرُضع، فيعيشون في بلادنا مغيظين، فأية براكين سيفجرونها
عندما يعيشون بغيظهم؟
هجرت
المجدل، وأضحت المجدليات في قطاع غزة، كما كتب أحد أبنائهن، درر اللاجئات، جمالًا،
ومهرًا، وقوَّة.
الصورة:
تمثال لأفروديت عثر عليه في بحر عسقلان.
#مجدل_عسقلان
#أسامة_العيسة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق