أهلين

"من عرف الله سار، ومن سار طار، ومن طار حار". عجيل المقدسي.

الأربعاء، 13 مارس 2024

القدس تنتظر الغواصين.. ولكل منا قدسه الخاصة/وحيد تاجا




دمشق ـ من وحيد تاجا:

مع وصول روايته (سماء القدس السابعة) إلى القائمة القصيرة لجائزة الرواية العربية (البوكر) قال الروائي الفلسطينى أسامة العيسة لـ (الوطن): القدس مدينة رمزية لملايين البشر من مختلف الأديان، هي نوع من الفردوس المشتهى. و لكل منا قدسه الخاصة... قدسه الواقعية والرمزية.

وعن روايته قال إنها رواية احتفاء بالمكان، وبالشخوص، بمدينة نصية وقدرية. ولكنها أيضا مراجعة للمسلمات، والشعارات، وحتى للفعل الفدائى المبكر، الذى لم يكن، رغم فداحة التضحيات وسموها، والمرجعيات الثقافية للمناضلين، ليفضى إلى انعتاق المدينة، بحجرها وبشرها. يشار إلى أن أسامة العيسة كاتب وصحفى ولد فى مخيم الدهيشة فى مدينة بيت لحم، فلسطين فى عام 1963م. صدرت له عدة كتب أدبية وبحثية، فى القصة والرواية والآثار وطبيعة فلسطين وحازت روايته (المسكوبية) على الجائزة العربية للإبداع الثقافي 2013. حصلت روايته مجانين بيت لحم على جائزة الشيخ زايد للكتاب 2015. ولنقترب أكثر من أسرار تفاصيل رواية (سماء القدس السابعة) أبحرنا مع مؤلفها أسامة العيسة من خلال هذا الحوار:

ـ نبدأ من الأسم.. لماذا اسميتها سماء القدس السابعة ؟

تختار الرواية اسمها الذي قد لا يكون في ذهن الكاتب أو تخطيطه ، جاء الاسم من واحدة من حكايات القدس، عن الوفاء والأخوة، وعلاقة السماء بالأرض. أترك للقاريء اكتشاف ذلك بنفسه.

ـ روايتك الأولى (المسكوبية) كانت عن القدس...وها انت تعود في روايتك الأخيرة إلى القدس مجدداً.. لماذا القدس تحديداً ؟

القدس مدينتي فيها درست وتسكعت وعملت وسجنت وأحببت ونشرت. أسكن على بعد سبع دقائق بالحافلة من باب العمود وسط البلد في القدس. سيبعد المحتلون القدس، ويصبح الوصول إلى أي عاصمة في العالم أسهل، ولكن من الصعب إبعادها، على الأقل في المتناول الإبداعي، القدس مدينة رمزية لملايين البشر من مختلف الأديان، هي نوع من الفردوس المشتهى، فلكل واحد في دنيانا قدسه التي يتصورها في خياله أو يعيشها، كونتها حقائق وأساطير، وتؤدي أحيانًا لإصابتهم بالجنون ، في كل عام تسجل على الأقل نحو ثلاثين حالة جنون لزوار المدينة، يطلق عليها العلماء: متلازمة القدس. قدسي هي قدس ناسي ، القدس هي التي يمكن أن تندلع من أجلها حروبا، كما الحال الآن، ويحرص الفاتحون، والغزاة، والأفاقون، على توثيق مغامراتهم على جدرانها، تذكارا لأجيال مقبلة، القدس مدينة تمتلك نصيا، من خلال الكتب المقدسة، وغير المقدسة، وهي مدينة الأقدار، التي تهدم وتتنسف وتجرَّف وتظلّ.

ـ المكان ( القدس ـ بيت لحم ) هو البطل الأساسي في كل أعمالك الروائية، هل نتحدث عن مشروع روائي لـ أسامة العيسة يرتكز على المكان الفلسطيني تحديداً...؟

المكان والزمان الفلسطينييان، هو مشروعي الروائي خصوصًا أن الزمكانية الفلسطينية، هي بِكر، تُمكِّن أن يخوض الكاتب أو الباحث مغامرة الغوص والاكتشاف، كتبت أيضًا على أماكن أخرى مثل رام الله وبئر السبع، وفي مشروعي البحثي كتبت، ضمن رؤيا جديدة، عن مواقع أخرى،القدس تنتظر الغواصين!.

ـ تطرقت الرواية باسهاب إلى التاريخ وكانت اقرب إلى التوثيق الامر الذي يطرح سؤالاً حول العلاقة بين الروائي والمؤرخ والحد الفاصل بينهما، وكيف يمكن فك الارتباط بين روايتنا لتاريخنا وبين رواية الأخر لتاريخنا؟

الرواية التاريخية لها مقومات عند النقاد لكن في روايتي هذه أنا لا أكتب تاريخًا، أجوس من خلال عيني فتى اكتشافه للمدينة، وهو ما لا يمكن أن يجده القاريء في أي كتاب عن القدس ،إذا أراد أحد أن يسمي ذلك تاريخا، فهو تاريخ المهزومين، والمهمشين، والحالمين، والعشاق الذين يذهبون لمواعيدهم مع المدينة، رغم أنهم يدركون أنهم قد لا يعودون. أنا لا أؤمن بتوحيد الرواية الفلسطينية، الرواية الفلسطينية هي روايات. هناك، مثلا، روايات الأفندية والمنتصرين عن القدس، التي اهتم بها المؤرخون، ولكنني أكتشف المدينة، رفقة القاريء بعيني الذين أغفلهم التاريخ مع أنهم جزء مهم من صنعه.

ـ كان ملفتاً شكل الرواية وتقسيمها إلى 3 أسفار:(سفر للحياة)، والثاني (سفر للحزن والحياة)، والثالث (سفر للبقاء والحزن والحياة) ما الذي يحدد شكل الرواية عندك؟

كل رواية تحدد شكلها هذه رواية ذات طابع ملحمي، وحاولت أن تأخذ شكلًا جديدًا في الرواية الفلسطينية أمَّا النجاح في ذلك، فهذا أمر آخر.

ـ بالتالي ما هي وظيفة الرواية ؟

يقرأ الناس لأسبابٍ عدة، بحثًا عن متعة، أو معلومة، أو حتى لمساعدتهم على النوم. أحاول تقديم عملًا جديدًا، قد يثير الشغف، وإذا فشل، فتكفي المحاولة، للنقاد أن يحددوا ما يرونه مناسبا من وظائف الرواية ، أنا لا أجلس للكتابة، واضعا نقاطا أحدد فيها وظيفة الرواية ، أنا أكتب معايشتي، أكتب نفسي، وتباريح جيلي، وكفاحه، ونضاله، وتوقه للحرية. أكتب عن الانسان الفلسطيني الذي لا ينتصر، ولكنه ينهض بعد كل هزيمة ليواصل.

ـ ماهي مشاريعك القادمة...؟

المشاريع كثيرة من بينها ثلاثية عن ميدنتي القدس وبيت لحم عنوانها العام: (شارع القدس-الخليل) لكن لكل جزء عنوان فرعي.

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق