احتفل منقبو الاحتلال في تل
قريتنا المغتصب والمغتصبة؛ تل زكريا، في الهضاب الفلسطينية المنخفضة، بمرور أسبوع
على موسم التنقيب الجديد (تموز 2023م)، الذي يشارك فيه طلبة آثار ومهتمون من دول
العالم المختلفة.
بدأ الموسم، بطالع خير،
عندما عثر المنقبون، وقبل البدء بالتنقيب على عملة بطلمية قررت الظهور على السطح
وتستسلم. يجب أن أشعر بالغيظ، لأنَّ مثل هذا السعد لم يصادفني خلال تجوالي في
تلنا! كما كان يمكن لرجالنا لو بقوا في القرية أن يغتاظوا من ذوات
الشورتات، ولحومهن المكشوفة.
يطلَّ تلنا، على وادي السنط
(إيلا بالعبرية)، والسهل الساحلي، وبحرنا الأبيض، وغابات على مدّ البصر والبصيرة.
أحيا المنقبون مرور أسبوع
على الموسم، بفعالية بدأت بشرب البيرة تمددًا على العشب بعد عشاء شواء، قبل الدخول
الى قاعة المحاضرات للتقييم واختيار أهم اكتشاف لهذا الأسبوع. مع توضيحات لكل
النتائج المبهرة والمهمة وعلاقتها بتقدم التنقيب في تل زكريا (عزيقة التوراتية).
أهم اليوم التنقيبي،
بالنسبة للمشاركين هو "الفطور الإسرائيليِّ الكلاسيكيِّ". لا أريد أن
أذكر تفاصيله حتَّى لا يسارع أحد ويقول إنَّهم يسرقون فطورنا. أحبذ أن أصف ذلك
بالتثاقف، إلَّا إذا أعلن الإسرائيليون سطوهم على أم الضرائر في أكلة الكرشات
(الكوارع)، حتَّى لو أنَّ اللحامين، يتخلصون منها الآن. سننسى أننا سرقنا الكوارع
من الأتراك.
الاكتشاف الذي فاز هذا
الأسبوع هو تمثال فاتن ينضم إلى كمية هائلة من التماثيل المكتشفة في تل زكريا، يمثِّل
واحدة من الآلهة. نموذجي لتماثيل العصر البرونزي المتأخر، الذي يحسب شعبيًا على
العصر الكنعانيِّ، وأنا لا أؤيد هذه التسمية، رغم الجموح العام، تمسكًا بالكنعانيين،
أصلًا للشعب الفلسطيني المعاصر، ولا أعرف لماذا.
يبدو تمثال الآلهة هذا مميزًا، بصنعه وتشكيله،
وفيما يمكن أن يحمله من رسالة لنا، آتية من بعيد، أراد المثَّال إيصالها نيابة عن الآلهة
اللطيفة الظريفة، كما تظهر في الصورة.
هل لدى أي منكم أي تصور عن آلهتنا
القديمة، التي تبدو مسالمة، قبل الدخول في عصر الأديان الإبراهيمية، المضطربة.
#قرية_زكريا
#تل_زكريا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق