أهلين

"من عرف الله سار، ومن سار طار، ومن طار حار". عجيل المقدسي.

السبت، 28 مارس 2020

يا كورونا قول الحق..!



ما هي السيناريوهات المقبلة؟
لا أعرف، ولكنني اضطررت أن أهرف بما لا أعرف، فعندما أعلم بأنَّ سيدة تمكنت من التسلل إلى مجلس إدارة العالم، وعلمت بأنَّ الرأسمالية المتوحشة قررت فرض منع تجول على العالم، وعندما يكون لصحافيين، مصادر موثقة في المكتب السياسي للحزب الشيوعي في الصين الرأسمالية، فيعرفون بمخططاتها التآمرية على أميركا، وعندما يكشف البعض المخطط الكوروني لتنفيذ صفقة العصر، تصبح عدم معرفتي الجواب، أمرًا يمس شرف العائلة، والأسرة الصغيرة، التي فيها وجود ممانع قوي، وآخر تروتسكي طفولي، بالإضافة إلى تيار إسلامي تلفيقي.
هل سيكون العالم غير العالم الذي نعرفه بعد كورونا؟
لا أعرف أيضًا، ولن أضطر لأن أهرف بما لا أعرف، حتّى لو مسّ ذلك شرف العائلة، وسأهتف مع السكندريين في مظاهراتهم الصاخبة:
يا كورونا قول الحق
أنت فيروس وإلا لأ
لم أتثقف، بعلم المستقبليات كفاية. قرأت بشكل متقطع، ومنذ سنوات بعيدة مقالات للصحافي المصري راجي عنايت، المختص بعلم المستقبليات، ويبدو أنني كنت قارئا سيئا.
ولكني أستطيع أن أخمن؛ ستبقى فلسطين محتلة، وسأظلّ لاجئا وستقضم دولة الاحتلال وتبلع وتهضم، وسيظلّ الفلسطيني فأر تجارب في مختبراتها، ومشبوه على نقاط العبور العربية، مطوقا من دول الطوق.
ستظلّ منظمة التحرير، ممثلاً شرعيًا ووحيدًا حتّى معركة وعد الآخرة، التي يحلم بها وينتظرها الدكتور الزهار، للقضاء على اليهود، وستظل فرائص خالد سليم ترتعد كلما رأى اللوحة في مبنى المنظمة تشير إلى الدائرة العسكرية، وسيستمر عماد الأصفر، وهو رجل ذكي، في عدم فهم، لماذا هتف أولاد الدهيشة:
لأنصب دوشكا في عمّان
لعيونك رفيق أوجلان
مثلما لم أفهم أنا، الأقل ذكاء من عماد، لماذا هتفوا بعد ذلك بسنوات، لطارد أوجلان:
شبيحة للأبد..لعيونك يا أسد
سيظلّ الفلسطينيون يهتفون، في المظاهرات وجنازات الشهداء: خبير خيبر يا يهود، ناكرين جميلهم  عندما قدموا، وهم لاجئين شمال الأردن، خدمات لوجستية لجيش المسلمين في واقعة اليرموك.
وسيظلّ رصاص التنظيم وسلاح الشرفاء (والتعبير لمحافظ جنين أكرم الرجوب) يلعلع في السماوات العلى.
وسيظل الياسر، كاسرًا، وحبش حكيمًا، ونايف ثائرًا لا يتقاعد..! والرموز، قادة بحجم الوطن المبتسر..! وسيزداد أعضاء المكاتب السياسية واللجان المركزية والكوادر، أمبيبا..!
وسيظلّ الأقباط في القدس خائفين من سبي البربر وسيف المسلمين، وجزعين على عقيدتهم أمام اختبارات الهراطقة الملاعين، الذين يرسلهم الشيطان مزودا ألسنتهم ببلاغة الأقوال، وعقولهم بحجج لا ترد.
ولن أمنع عقلي، وأنا المنشغل دائمًا، من الانشغال بأغنية وردة: في يوم وليلة، وسأظل محتارًا في كيف كانت مشاعر بليغ وهو يسمع لحن عبد الوهاب يرقص على شفاه حبيبته.
لن يتغيّر أي شيء. إنه الشرق الذي لا يتزحزح..!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق