أهلين

"من عرف الله سار، ومن سار طار، ومن طار حار". عجيل المقدسي.

الجمعة، 7 فبراير 2020

صورة عتيقة...!



عاصر جدي أربع دول/سلطات: العثمانيّة، والبريطانيّة الانتدابية، والمصريّة الملكيّة، والأردنيّة الهاشميّة. لم تكن ذكرياته عنها، سوى عذاب. خدم مرتين في الجيش العثمانيّ، في معارك لم يفهم ما علاقته بها، وعاد منها فاقدًا البصر، وقُرص من اللؤم البريطاني، والاستبداد المصريّ المملوكي، والوصاية الهاشميّة العربيّة، وعاصر والدي نفس السلطات،  مضافا إليها الإسرائيليّة الكولنياليّة.
سأذكر والدي صامتًا، وهو يحضر محاكمة أخي الفتى في محكمة رام الله العسكريّة. لعله، والذي جعلته النكبة صميتا، يكاد يكون صائمًا عن الكلام، يتفكر في الأقدار الشكسبيرية التي وجد نفسه فيها، مع أبناء شعبه، قال لي مرّة، بأنَّ فلسطين، لم تهنأ يومًا باستقلالها: احتلال، يخلف احتلالاً.
هذه الصورة، التي اطلع عليها لأوّل مرّة، تثبت بأنّني مخضرم، التقطت على الأرجح قبل أشهر من حرب الأيّام الستة، حسب التسمية الإسرائيليّة، والنكسة، حسب العرب، وحرب تسليم ما تبقى من فلسطين الانتدابية لإسرائيل، حسب والدي، أو حرب الساعات الست، كما أُسميها تلطفًا. يعني أنني عاصرت الأردنيّة، والإسرائيليّة، والفلسطينية الوظيفية (حسب تعبير الرئيس أبو مازن). أنا بالنسبة لإسرائيل العظمى اشتاخيم، وبالنسبة للسلطة الفلسطينيّة، فلسطينيّ وظيفيّ، أتساوى بذلك مع رئيسي (يا للزهو)، ولو كنت في غزة، لاعتبرت من الشعب، الذي من شروط المقاومة، ضربه في الشوارع.
الصورة من أرشيف وجيه الشيخ (الثاني من اليمين)، الذي يظهر فيها، إضافة إلى شوقي (الثالث من اليمين) يحتضنه خاله المناضل محمد بونس (جودت) الذي لم يمض على خروجه من سجن الجفر حينها، كما أخمن، إلّا فترة محدودة، بعد سبع سنوات قضاها في السجن الصحراويّ، الذي دخله فتى ربما لم ينبت شاربه بعد (كما روى لي لاحقًا المناضل حرب حرب)، وأنا الثاني من يسار الصورة، على رِجل شقيقي الراحل.
يظهر في الصورة، كما يرجح وجيه شقيقه الراحل، عزات.
كيف ولماذا أُخذت الصورة؟ قبيل انعطافة في تاريخ الأرض المقدسة، وما أكثر انعطافاتها.
تتشابه السلطات في فلسطين، وتتشابه الصور..!
صورة عتيقة..!
عاصر جدي أربعة دول/سلطات: العثمانيّة، والبريطانيّة الانتدابية، والمصريّة الملكيّة، والأردنيّة الهاشميّة. لم تكن ذكرياته عنها، سوى عذاب. خدم مرتين في الجيش العثمانيّ، في معارك لم يفهم ما علاقته بها، وعاد منها فاقدًا البصر، وقُرص من اللؤم البريطاني، والاستبداد المصريّ المملوكي، والوصاية الهاشميّة العربيّة، وعاصر والدي نفس السلطات،  مضافا إليها الإسرائيليّة الكولنياليّة.
سأذكر والدي صامتًا، وهو يحضر محاكمة أخي الفتى في محكمة رام الله العسكريّة. لعله، والذي جعلته النكبة صميتا، يكاد يكون صائمًا عن الكلام، يتفكر في الأقدار الشكسبيرية التي وجد نفسه فيها، مع أبناء شعبه، قال لي مرّة، بأنَّ فلسطين، لم تهنأ يومًا باستقلالها: احتلال، يخلف احتلالاً.
هذه الصورة، التي اطلع عليها لأوّل مرّة، تثبت بأنّني مخضرم، التقطت على الأرجح قبل أشهر من حرب الأيّام الستة، حسب التسمية الإسرائيليّة، والنكسة، حسب العرب، وحرب تسليم ما تبقى من فلسطين الانتدابية لإسرائيل، حسب والدي، أو حرب الساعات الست، كما أُسميها تلطفًا. يعني أنني عاصرت الأردنيّة، والإسرائيليّة، والفلسطينية الوظيفية (حسب تعبير الرئيس أبو مازن). أنا بالنسبة لإسرائيل العظمى اشتاخيم، وبالنسبة للسلطة الفلسطينيّة، فلسطينيّ وظيفيّ، أتساوى بذلك مع رئيسي (يا للزهو)، ولو كنت في غزة، لاعتبرت من الشعب، الذي من شروط المقاومة، ضربه في الشوارع.
الصورة من أرشيف وجيه الشيخ (الثاني من اليمين)، الذي يظهر فيها، إضافة إلى شوقي (الثالث من اليمين) يحتضنه خاله المناضل محمد بونس (جودت) الذي لم يمض على خروجه من سجن الجفر حينها، كما أخمن، إلّا فترة محدودة، بعد سبع سنوات قضاها في السجن الصحراويّ، الذي دخله فتى ربما لم ينبت شاربه بعد (كما روى لي لاحقًا المناضل حرب حرب)، وأنا الثاني من يسار الصورة، على رِجل شقيقي الراحل.
يظهر في الصورة، كما يرجح وجيه شقيقه الراحل، عزات.
كيف ولماذا أُخذت الصورة؟ قبيل انعطافة في تاريخ الأرض المقدسة، وما أكثر انعطافاتها.
تتشابه السلطات في فلسطين، وتتشابه الصور..!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق