أهلين

"من عرف الله سار، ومن سار طار، ومن طار حار". عجيل المقدسي.

الجمعة، 15 مارس 2019

فاجعتا بيت لحم في يوم ماطر حزين



بينما كانت الشرطة، تحقق مع المشتبه بقتل زوجته، وتسمع أقواله، بعد فترة من وقوع جريمة القتل في مدينة بيت لحم، حُشر طلبة مدرسة الفرير داخل مدرستهم، ليس بسبب الأمطار، وتكوّن بركة مياه في شارع جمال عبد الناصر أمام المدرسة، كما يحدث في كل شتاء، تكشف عن هشاشة البنى التحتية،، ولكنّ لتفاقم الأوضاع في أكثر من شارع في بيت لحم، وسماع أصوات إطلاق النّار.
في الصباح أعلنت الشرطة، مقتل مواطنة عمرها 31 عاما، وباشرت بالتحقيق، وقال المتحدث باسم الشرطة العقيد لؤي ارزيقات إن الشرطة تلقت بلاغا، يفيد بقتل شخص لزوجته في شارع الصف في مدينة بيت لحم.
وأفاد بأن طواقم الشرطة عند وصولها لمكان الجريمة عثرت على جثة المواطنة، وعليها أثار دماء، ويشتبه بتعرضها للطعن بآلة حادة، من قبل زوجها.
ومع شيوع الخبر، شهدت شوارع عدة في بيت لحم، أعمال فوضى، وعمد عشرات الشبان، الذين يعتقد بأنهم تحركوا فيما يسمى فورة الدم، إلى إغلاق المحلات، وإثارة الشغب، فتدخلت قوى الأمن الوطني، لإعادة الهدوء.
ومع استمرار إطلاق النار، وإغلاق شوارع، وتعطل حركة السير، وتفاقم أزمة السير في الشوارع، أغلقت باقي المحلات أبوابها، تحسبا لأي طاريء.
وانتشرت أعداد كبيرة من رجال الأمن في شوارع بيت لحم، في ظل ظروف جوية سيئة، مما فاقم من سوء الأوضاع في المدينة، فوجد كثير من المواطنين أنفسهم، عالقين بسبب الأمطار، والوضع في الشوارع، وصعوبة الوصول إلى المركبات.
وتمكنت الشرطة والأجهزة الأمنية، من فرض الأمن، واعتقلت عددًا ممن وصفتهم  مثيري الشغب، وفي تطور غير متوقع، أعلن استشهاد نائب قائد منطقة بيت لحم العقيد جمال عودة (أبو صهيب)، وهو يترأس القوة الأمنية التي أوكلت إليها إعادة الأمن لمدينة بيت لحم.
وقال العقيد ارزيقات، بان عودة أصيب بجلطة، خلال فرض الأمن والنظام في مدينة بيت لحم، ونعى اللواء كامل حميد محافظ بيت لحم، إلى القيادة الفلسطينية والى أبناء شعبنا استشهاد عودة: "أثناء تأدية واجبه الوطني في حماية الأمن والسلم الأهلي في بيت لحم".
وأصدرت عائلة المشتبه به بالقتل، بيانا، استنكرت فيه الجريمة، ونعت المغدورة باعتبارها "أم أطفالنا وأولادنا"، وكشفت أن المشبه به بالقتل: "كان يعاني من مرض نفسي منذ ثلاث سنوات وكان مقيم في مستشفى الأمراض النفسية لفترات متقطعة".
وقدمت العائلة، التعازي، بوفاة المغدورة، وطالبت الجهات المختصة ولأجهزة الأمنية: "أخذ المقتضى القانوني بحق ابننا القاتل".
بينما كان الهدوء يعود إلى بيت لحم، كانت المدينة مغلقة، وبينما كانت في الصباح تتأسى لفاجعة مقتل أم، وما تلاها من أحداث، أضحى خبر استشهاد العقيد عودة، مؤلما ومؤثرا، والسماء لا تكف عن "البكاء" كما قالت سيدة، في وصفها للأمطار الغزيرة التي لم تتوقف عن الهطول، وهي تلحق بحافلة تنقلها إلى قريتها غرب بيت لحم، امتلأت عن آخرها، مِن مَن تقطعت بهم السبل، تاركين المدينة، حائرة في سبلها.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق