أهلين

"من عرف الله سار، ومن سار طار، ومن طار حار". عجيل المقدسي.

السبت، 9 مارس 2019

من حمص إلى القدس..!


















اعتاد الزوار والحجاج الذين يأتون إلى بلادنا الخربشة على جدران المساجد والكنائس ومداخل العيون والأضرحة، ولعل أوَّل شخص نعرف أنه تخصص في الخربشة، هو الهروي، صاحب كتاب (الإشارات في معرفة الزيارات).
فيما يتعلق بمصلى باب الرحمة، الذي يحتل اهتمامات الرأي العام في القدس الآن، تزعم الباحثة الإسرائيلية شولاميت جيرا، أنها وجدت كتابات بالعبرية على الجدران الداخلية، تعود لألف عام على الأقل، ونشرتها في دراسة.
يمكن أن نكون، أكثر تواضعًا منها، ونشير إلى كتابات على أعمدة المصلى القديمة تعود إلى فترة أقرب بكثير من ألف عام، وعلى ثقة أكبر بصحتها، مثل ما خطه شخص اسمه عبد الرزاق اجنيدي، وبجانب اسمه كتب سوريا حمص والتاريخ أوّل شوال 1355ه، أي سنة 1936-1937م، وثمة اسم آخر زكي ابن نجيب الزهراني، مع إشارة: "من أهالي حمص"، ولعلهما جاءا معا أو ضمن مجموعة وفلسطين تشهد ثورتها الكبرى. ربما جاءا في زيارة عادية، أو لها علاقة بدعم الثورة.
في البحث العلمي، لا يوجد أطول، وأقدم، وأكبر، مثلما هو الحال، في الرياضة، وهوس الأبراج، والأطعمة، وإنما بحث مستمر، موضوعي، وصادق. ولو كانت فلسطين تعيش ظروفًا طبيعية، لشكرنا شولاميت على جهدها وكشفها الذي يؤكد بأن بلادنا كانت مقصدًا لفئات مختلفة من الزوار والحجاج، كانوا يشعرون بالحرية ولديهم الوقت ليخطوا على الجردان، وهذا يدل على حيوية لافتة، أو أنها أيضا كانت متنوعة دينيًا، وترك لنا الذين يكتبون بالعبرية من سكانها، مثلما فعل، الذين يكتبون بالعربية، كتابات على الجدران.
ولكن فلسطين تحت الاحتلال، وكان على شولاميت أن تطلب إذنا لتجري أبحاثها، من أصحاب المكان، لتعطي بحثها صدقية، خصوصًا وأن أية أبحاث من هذا النوع، تصطدم بالمناخات السياسية والدعوية السائدة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق