أهلين

"من عرف الله سار، ومن سار طار، ومن طار حار". عجيل المقدسي.

الثلاثاء، 24 يوليو 2018

قط بئر السبع رواية أسامة العيسة/أسامة خليفة




تسللت إلى سجن بئر السبع هرباً من صحراء النقب التي حوّلها الصهاينة إلى معسكر كبير، سجون ومعسكرات ومفاعل نووي ومواد كيماوية سامة تدفن في الصحراء، أسلاك شائكة، دبابات ومجنزرات ومعسكرات تدريب وصوت رصاص في كل مكان، فلم تبق نخلة تجلس تحتها القطة، ولا نبع ماء تشرب منه، فركضت خائفة جائعة حتى وصلت السجن واجتازت الأسلاك الشائكة وتسللت إلى زنازين المعتقلين. اعتني بها أسير اسمه إبراهيم سماها الشقراء ولقب هو إبراهيم البسة، القطة رأت بأم عينيها كيف دمرت البلدات الفلسطينية في بئر السبع، وهجر سكان عشرات القرى الفلسطينية من صحراء النقب والاستيلاء على أراضيها، القطة رأت أسرى مشبوحين تحت السياج وثلاثة أسرى يسقطون خلال المداهمات، وسمعت صوت قنابل في سجن النقب، وسقوط الأسير محمد الأشقر محترقاً بقنابل السجانين. تقول القطة عن الكيان أنه عنصري يفرق في المعاملة بين سجناء الجريمة "الإسرائيليين" و أسرى الحرية الفلسطينيون، فالأسرى ممنوعين من كل شيء، من العلاج والطعام الجيد، من الكتب والصحف والزيارات، يتعرضون للقمع من فرق مدججة بالسلاح، يتعرضون لمحاكمات جائرة وغير عادلة، للإهانات اليومية والإذلال والتعذيب. لاحق السجانون القطة وهاجموا غرف الأسرى لإلقاء القبض عليها وعلى أولادها، لأنها أصبحت مراسلاً للأسرى تنقل رسائلهم من غرفة إلى غرفة ، ولأنها ستصبح شاهداً طليقاً في يوم من الأيام على ممارسات وجرائم المحتلين ضد الأسرى ، ألقي القبض عليها، وقررت إدارة سجن بئر السبع إعدام القطة، رميت لكلاب السجن المتوحشة المفترسة، فنهشت القطة ومزقتها، سمع الجميع مواء قطة وضحكات الجلادين، كانت القطة تصرخ والجلادون ينبحون.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق