أهلين

"من عرف الله سار، ومن سار طار، ومن طار حار". عجيل المقدسي.

الخميس، 19 يوليو 2018

مسجد المسلمين الأزرق في الصين..!













مسجد المسلمين الأزرق في الصين..!
يصافح يوسف علي، الإمام الشاب لمسجد ناجياهو في القرية التي تحمل نفس الاسم ضيوفه من الصحافيين العرب بقوة، بينما تظهر ملامح الارتياح على وجهه، وهو يرحب بهم أمام المسجد الذي يقارب عمره نحو 500 عامًا.
يقع المسجد في محافظة يونغنينغ لمدينة ووتشونغ بمنطقة نينغشيا ذاتية الحكم لقومية هوى المسلمة، وهي واحدة من ست مناطق تتمتع بالحكم الذاتي في الصين.
تعتبر بوابة المسجد الرئيسة تحفة عمرانية، تجمع بين العمارتين الصينية والإسلامية، بمدخل من ثلاثة أقواس، عليها نقوش إسلامية، تفضي إلى ساحة سماوية، فيها عدة أشجار، يقول الإمام يوسف بان إحداهما عمرها مائة عام.
ويتكون المسجد، من مسجد للرجال وآخر للنساء، إضافة إلى مكاتب، وغرف للوضوء، ويقع على حافة مقبرة القرية التي تسكنها قومية هوى، وجميع سكانها من المسلمين، ويلاحظ على شواهد القبور،  ومعظمها مصنوعة من الرخام الأسود، كتابة في الأعلى بالعربية مثل (كل نفس ذائقة الموت) أو (لا اله إلا الله محمد رسول الله) رسم فوقها مآذن لجامع يمثل العمارة الإسلامية.
على واجهة المسجد لوحة خضراء كتب عليها بالعربية والصينية (أوقات الصلاة) تتضمن مواقيت الصلوات الخمس، بالإضافة إلى صلاة الجمعة.
تأسس مسجد ناجياهو في عام 1524 في عهد أسرة مينغ في شمال غرب الصين، وحسب الإمام يوسف، فانه يتسع لنحو 1000 مصل في الوقت ذاته، ويصلي فيه نحو 500 مصل في كل موعد صلاة معظمهم من كبار السن، بينما يبلغ عدد سكان القرية 5500 نسمة.
يمكن رؤية مجموعة من العباءات معلقة على طرفي المسجد المخصص للرجال، ولدى السؤال عنها، قال الإمام يوسف، بأنها مخصصة لمن يريد من المصلين ارتداء ملابس ملائمة للصلاة، واثار ذلك نقاشا بين الإمام وضيوفه حول وجود ملابس ملائمة للرجال، ولكنه حسم المسألة من وجهة نظره بالقول:
-نحن حنفيون..!
في إشارة إلى إتباع مسلمو القرية، مذهب الإمام أبو حنيفة، الذي له وجهة نظر، حسب الإمام يوسف، في ارتداء الرجال ملابس ملائمة للصلاة.
الإمام يوسف، يعتبر طاقية بيضاء صغيرة على رأسه رمزا لإسلاميته، ويرتدي الملابس العصرية، وأدى فريضة الحج مرتين، وهو سعيد بهذه التجربة، التي عرفته على مسلمين من مختلف دول العالم.
ونفى بشكل قطعي، وجود أي اضطهاد يتعرض له المسلمون من الحكومة الصينية، وأكد أن الحكومة تقدم كل الدعم للمسجد، مشيرًا إلى عمليات الترميم التي تمت في السنوات السابقة بتمويل حكومي.
أسس المسجد، كما يقول الإمام يوسف، ابن لناصر الدين، ويعتبره مسلمو هوى، بأنه من أسلاف النبي محمد (ص)، وحسب اللوحة التأسيسية للمسجد التي كتبت بالصينية، فان مؤسس المسجد ولد من أولاد ناصر الدين، ابن السيد شمس الدين، وذلك في العام الثالث (لجيا جينغ) في أسرة (مين) الملكية.
حسب بعض المراجع، فان سكان قرية ناجياهو هم من أحفاد شمس الدين وابنه ناصر الدين اللذين جاءا من بلاد العرب مع جنكيز خان الذي احتل المنطقة، وأصبح شمس الدين وزيرا لجنكيز خان. ولكن مراجع أخرى تشير إلى أن سكان القرية هم من نسل ارستقراطي مغولي.
ويتميز المسجد من الداخل باللون الأزرق الطاغي على عمارته، بالإضافة إلى السجاد الذي تم جلبه من مقاطعة كانسو.
يقول الإمام يوسف: "كل هذا البناء من الخشب، بما فيها الأعمدة التي يبلغ عددها 108 عمودا"، وتبلغ مساحة المسجد نحو ثمانية دونمات.
وتظهر الواجهة الغربية من الداخل، كتحفة معمارية، التي تضم المنبر، وعلى خلاف لون باقي المسجد، فان اللون الأخضر يطغى عليها، بالإضافة إلى الزخارف والأشكال الهندسية المذهبة.
وأنشأت حكومة المنطقة، في عام 2001م، حديقة للثقافة الإسلامية الصينية، شمال قرية ناجياهو للتعريف بالعادات والتقاليد الإسلامية الصينية.
وقال هاي جين، المسؤول في مكتب الشؤون الخارجية في إقليم نينغشيا بأن الإقليم يضم 48 عرقا و5 ديانات منها الإسلام والبوذية والمسيحية، ويوجد أكثر من خمسة آلاف دار عبادة من بينها المساجد لقومية هوى المسلمة، مشيرا بأنهم يتحدثون اللغة الصينية الفصحى.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق