أهلين

"من عرف الله سار، ومن سار طار، ومن طار حار". عجيل المقدسي.

الأحد، 22 يوليو 2018

نينغشيا: نافذة الصين على العالم العربي..!
























































تعتبر منطقة نينغشيا ذاتية الحكم لقومية هوى المسلمة، ثاني محطة على طريق الحرير القديم، وهي الآن محطة على طريق الحرير الجديد، الذي تتشاركه الصين مع عدد من الدول العربية.
ولا يوجد أفضل من اشتقاق اسم المنطقة من كلمة السلام، لأهالي المنطقة-الإقليم، فكلمة "نينغ" باللغة الصينية تعني السلام، وهو رسالة الإقليم الآن إلى العالم، خاصة الدول العربية والدول الإسلامية في أسيا، حيث يطمح هذا الإقليم الواقع شمال غرب الصين لأن يكون، بفضل هويته الإسلامية-الصينية، جسرًا بين الصين والعالمين العربي والإسلامي.
تأسست منطقة نينغشيا، التي يعيش فيها نحو 6 ملايين و800 ألف نسمة، عام 1958م كمنطقة حكم ذاتي، وهي مثال على تلاقح الحضارات، والدور الثقافي الاجتماعي الحضاري الذي اضطلع به طريق الحرير القديم، والذي جعل التجار العرب، ينشرون الإسلام، ويفتخر كثير من أبناء قومية هوى بأصولهم العربية والفارسية، وبأجدادهم الذين استقروا في المنطقة التي تشكل سهلاً صحراويًا يخترقه النهر الأصفر.
ويحمل أبناء قومية هوى، اسماءا عربية، بالإضافة إلى أسمائهم الصينية، ويعتبرها البعض اسماءا دينية، وأيضا يحمل المترجمون من الصينية إلى العربية وخريجو كليات اللغة العربية، وهم في ازدياد، اسماءا عربية، يختارها عادة المدرسون.
يفخر أبناء قومية هوى الذين يشكلون 36% من سكان الإقليم، بأنهم رمز لمسلمي الصين الذين يصل تعدادهم إلى نحو 20 مليون مسلم المنتشرين في الصين.
النهر والرمل
تتميز باي يزهين نائبة مدير مكتب الشؤون الخارجية، لمنطقة نينغشيا بابتسامة دائمة، لا تفارقها وهي تتحدث وتقدم معلومات اعتيادية عن الإقليم، الذي تبلغ مساحته نحو 69 ألف كلم مربع، ويجمع الإقليم، حسب يزهين، بين حضارتي النهر الأصفر، والصحراء، مشيرة إلى أن المنطقة تقع على المجرين الأعلى والأوسط للنهر الأصفر، الذي يوصف بأنه النهر الأم للأمة الصينية.
ارتباط الإقليم بالنهر والصحراء، في موقع جغرافي مميز، سيعطي مكانة مهمة له داخليا، باجتذابه الصينيين من مناطق مختلفة، وكذلك مكانة خارجية وفرتها له طريق الحرير.
يقول هاي جين، مسؤول الشؤون العرقية في مكتب الشؤون الخارجية لمنطقة نينغشيا، أنه يعيش في المنطقة ذاتية الحكم 48 عرقا، وخمس ديانات من بينها الإسلام والبوذية والمسيحية، يرتادون خمسة آلاف من بيوت العبادة، وتعتبر قومية هوى المسلمة هي الأكبر حيث يتجاوز عدد أفرادها ال 36% من عدد السكان، ويتحدثون الصينية الفصحى.
ويضيف: "نطبق في الصين سياسة المساواة بين الجميع، والاحترام المتبادل والتسامح والمساواة بين 56 قومية تعيش في الصين بغض النظر عن عدد أفراد كل منها واختلاف الاعتقادات الدينية، كل هذه القوميات يشكلون شعبا واحدا وأسرة كبيرة".
وحسب جين، فانه منذ تأسيس المنطقة في عام 1958م، سُنت لوائح وقوانين للاستجابة لمتطلبات السكان، بلغ عددها أكثر من 160 قانونا ولائحة.
تعتبر منطقة نينغشيا، واحدة من ست مناطق في الصين تتمتع بالحكم الذاتي، والوحيدة الخاصة بالمسلمين من قومية هوى.
توجه نحو العالم الإسلامي
تسعى منطقة نينغشيا، لتكون منطلقا اقتصاديا تجاه العالمين العربي والإسلامي، مستفيدة من كونها إقليم حكم ذاتي لأقلية مسلمة في الصين، وهي بهذه الصفة تصدّر أطعمة حلال تراعي المعايير الإسلامية، ولمنتجات أخرى تحتاجها البلدان الإسلامية، التي توثق علاقتها معها باستمرار، وتستضيف سنويا معرضا للمنتجات العربية، وسيرت خط قطار تجاري مع إيران.
وبسبب إستراتيجية الإقليم الاقتصادية نحو العالمين العربي والإسلامي، فانه حقق نموا في الناتج المحلي هذا العام بزيادة 7% عن العام الماضي، كما تقول باي يزهين وهي أعلى من نسبة النمو المتوسطة في الصين، وأكدت على دور الإقليم في مبادرة الحزام والطريق التي طرحها الرئيس الصيني، كعلاقة تشاركية بين الصين والعالم العربي، خصوصا وانه يقع على طريق الحرير القديم والجديد.
يتميز الإقليم بمنتجات خاصة به مثل ثمرة العضض الصيني الحمراء، وصناعة النبيذ، والمجوهرات، ويضيف دي هيا، من مكتب الشؤون الخارجية للإقليم، منتجات أخرى مثل: السمك، والرز، بالإضافة إلى صناعة المعلوماتية المتطورة.
ويقول بان الإقليم شهد تطورا في مجال القطارات، والمطارات، حيث يوجد 3 مطارات هي: مطار ينتشوان خه دونغ، ومطار ينتشوان هيلانشان، ومطار تشونغ واي شيانغشان، تربطه بمناطق الصين المختلفة وكذلك بالعالم، ويعتبر ان حضارة النهر الأصفر ووجود الصحراء والقوميات المتعددة، وكون الإقليم محطة هامة على طريق الحرير، أدى إلى تنوع الموارد السياحية
ويضيف، بان الحكومة المركزية وافقت في عام 2012م، على وضع منطقة اقتصادية تجريبية في نينغشيا، وجعلها منصة التجارة الحرة للذهب والنبيذ، ودعم الاقتصاد المنفتح نحو دول آسيا والشرق الأوسط، علما بان يوجد بين الإقليم اتفاقيات توأمة مع 130 دولة وإقليم في العالم من بينها دول عربية.
مكافحة الفقر
من قصص النجاح التي يفخر بها المسؤولون في نينغشيا، برامج مكافحة الفقر، والتي استهدفت السكان الفقراء الذين عانوا خصوصا من قسوة الطبيعة في المناطق التي عاشوا فيها.
يقول جو هايلين مسؤول ملف مكافحة الفقر في الإقليم، بان مكافحة الفقر استندت على برنامج مكون من عدة نقاط من أهمها:
1-تحديد الهدف، ووضع خطة علمية للتخلص من الفقر تماما بحلول عام 2020م.
2-توضيح المسؤوليات وتحديدها في تطبيق الخطة.
3-إصدار لائحة مكافحة الفقر.
4-زيادة الأموال وتوجيهها لمكافحة الفقر، وخصصت الحكومة المركزية الملايين من الدولارات لذلك.
5-سياسية التشجيع ومنح الجوائز والحوافز للبلديات التي تحقق أعلى نتائج الخطة.
6-إعادة توطين مليون و200 ألف مواطن في أماكن ملائمة، بعد نقلهم من مناطقهم غير الملائمة بسبب الطبيعة القاسية.
صحف وكتب وجامعات
يوجد في نينغشيا 11 جامعة بما فيها جامعة بيتشا التي صنفت ضمن أفضل مائة جامعة في الصين، وكل عام تخرج 50 ألف خريج، و25 مؤسسة ثقافية، و20 صحيفة متنوعة، ويوجد 22 بلدية في الإقليم لكل منها قناة تلفزيونية
ويتم سنويا تنظيم معرض نينغشيا الثقافي والسياحي الدولي، ورغم الانفتاح الاقتصادي والثقافي، إلا أن إصدار الكتب ما زال مرهونا بموافقة رقابية من قبل لجنة حزبية.
وتحظى الحياة البرية في الإقليم باهتمام، خصوصا ما يتعلق بالإبل ذات السنامين، والمعروف باسم (ابل الاشان) المهدد بالانقراض، فتم وضع الخطط لحمايته.
في منطقة نيغنيشيا، يلاحظ الزائر سمات تجمع الإنسان الصيني، كالكرم المبالغ به، والتواضع، والاستعداد للمساعدة، إضافة إلى السمات العصرية والحضارية والتاريخية، كوجود الأوابد الأثرية، ونظافة الشوارع، واحترام النظام، والدقة الفائقة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق