أهلين

"من عرف الله سار، ومن سار طار، ومن طار حار". عجيل المقدسي.

الأربعاء، 8 نوفمبر 2017

الرواية أذكى من الروائي



كتبت صديقة مثقفة مطلعة، وكاتبة ذات أسلوب، تتخاطف مواقع الكترونية ما تكتبه على الفيس بوك، تسألني مستغربة من ورود اسم إسرائيل في رواية غسان كنفاني رجال في الشمس.
"هل كنا نسميها إسرائيل في الستينات بهذه الأريحية؟".
كتبت لها: غسان كنفاني الأديب يختلف عن غسان السياسي القائد، وأوضح أمر على ذلك سنجده في رواية عائد إلى حيفا عندما أعطى المجال للام اليهودية للتحدث عن جرائم النازية بحق اليهود، وعرضه لموضوع الهوية باعتبارها قضية وليست عرقا، وبالطبع فان هذا كان مناقضا للشعارات القومية العروبية التي كانت تطلق من التيارات التي انتمى لها كنفاني-للأدب شروطه الفنية وأهمها البعد عن الشعار.
وأضيف هنا ما يتعلق بإميل حبيبي القائد في الحزب الشيوعي الإسرائيلي، وعضو الكنيست وحائز جائزة إسرائيل، عندما سنجد في المتشائل ما يمكن وصفه انحيازا للكفاح المسلح.
وفي إحدى المشاوير البرية، غنينا أغنية شاعت في الانتفاضة الأولى باسم (إنزلنا على الشوارع)، تكريما لكاتبها الشاعر أسعد الأسعد، فسأل يوسف أبو طاعة، أسعد عن مصطلح الحرب الشعبية في الأغنية، والتي تتناقض حسب يوسف مع انتماء أسعد في حينه للحزب الشيوعي، فقال أسعد: ومن قال بأنني كنت شاعرًا للحزب؟
هذا ما يمكن تسميته منطق الأدب، أو بأطروحة ميلان كونديرا، حول أن الرواية الحقيقية هي أذكى من الروائي، وسنجد أمثلة على ذلك في كثير من الإبداعات التي يصبح للواحدة منها منطقا يعطي قوة دفع مستقلة، مثل بعض أعمال جنكيز ايتماتوف في ظل النظام السوفييتي، أو في رواية آنا كارنينا، التي تأخذ أبعادا تتخطى قصة تتعلق بالخيانة الزوجية.
إذا لم تكن الرواية أذكى من مؤلفها ومواقفه السياسية والاجتماعية والإيديولوجية، فلن تكون إبداعا أبدا..!


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق