أهلين

"من عرف الله سار، ومن سار طار، ومن طار حار". عجيل المقدسي.

الاثنين، 20 نوفمبر 2017

عشون عامًا من النسيان..!


استعاد عبد الرحمن بطل رواية (ذاكرة الملح) لأسعد الأسعد، التي أُشهرت في متحف بيت لحم، ذاكرته بعد عشرين عامًا من فقدانه لها، وهو ما أثار جدلاً حول رمزية الرواية، خلال الندوة التي أدارها يوسف أبو طاعة مدير متحف بيت لحم، وقدمتها الأديبة روز شوملي.
عرضت شوملي لتفاصيل أحداث الرواية الصادرة حديثا عن منشورات الرعاة في رام الله، وجسور في عمّان، وتتلخص في خروج عبد الرحمن من منزله في الأغوار لشراء ملح، ولكنه يغيب عشرين عامًا، يفقد خلالها ذاكرته وعندما يستعيدها، يعود ليشتري الملح ويقدمه لزوجته.
ركز المتداخلون على رمزية العشرين عامًا في الرواية، مشيرين إلى إنها ترمز للفترة ما بين النكبة والنكسة، والتي شكلت صدمة للفلسطينيين، والصدمة التي تعرض لها بطل الرواية عبد الرحمن، ما هي إلا صدمة جميع الفلسطينيين في تلك الفترة.
في واحدة من أجمل القصص العالمية، يفقد بطل قصة (وأخيرًا نوّر اللوز) لإميل حبيبي ذاكرته لأسباب غير عضوية، ما بين النكبة والنكسة، ينسى قصة حبه، ويتذكرها كقصة تتعلق بصديق نسيه، ثيمة فقدان الذاكرة غير العضوي، اجترحها حبيبي بذكاء لامع، لأسبابٍ على القاريء أن يخمنها، سنجدها أيضًا في رواية الحهل لميلان كونديرا، حيث لا يتذكر البطل حبيبته التي ارتبط بها قبل عشرين عامًا، والأسباب أيضا غير خافية على القاريء، والتي يمكن أن يعزيها للقمع الشيوعي في تشيكوسلوفاكيا.
أوردت سابقا، ما يمكن أن يجعل باحثا في الأدب المقارن يتتبع تأثر كونديرا بإميل حبيبي.
رواية الأسعد تختلف في ان فقدان ذاكرة بطله لا يكون لأسبابٍ غير عضوية وإنما نتيجة حادث، مما يقلل من رمزية العشرين عاما، فليس شرطا ان ما يكتبه الروائي يكون قد قصد به رمزا ما، ولكن، وهذا المهم، رؤية القراء.

القاريء شريك في العملية الإبداعية للأعمال الإبداعية حقا..!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق