أهلين

"من عرف الله سار، ومن سار طار، ومن طار حار". عجيل المقدسي.

الأربعاء، 22 نوفمبر 2017

كهف إرطاس المفقود..!




لن يتمكن المهتمون من قرية ارطاس، جنوب بيت لحم، من اصطحاب زوار القرية إلى معلم أثري فيها، حظي قبل سنوات بتغطية إعلامية واسعة، والمقصود أحد الكهوف الأثرية القريبة من برك سليمان، التي شكلت الجزء الأهم في نظام القدس المائي منذ ألفي عام.
تم الكشف عن هذا الكهف قبل نحو عشرين عاما، وتولت وزارة السياحة والآثار التنقيب فيه، والذي كشف عن أدوات زراعية وحياتية استخدمها الانسان الفلسطيني القديم.
الدكتور وائل حمامرة، أشار في حديث لمراسلنا إلى أهمية الكهف الذي يعود على الأغلب إلى العصر الحجري النحاسي (4500-3200 ق.م) حيث شاع اقتصاد الرعي والزراعية.
وقال حمامرة، المختص بالآثار بان الحديث عن قبر اقتطع داخل الصخر الكلسي اللين، وتم العثور داخله على أدوات صوانية وبازيلتية، ويؤكد الاكتشاف على أهمية وادي ارطاس قديما، وعلى الأرجح فان وجود عيون مياه في المنطقة، ساعدت على استقرار الإنسان الفلسطيني القديم في المنطقة، وأقرب موقع معروف للكهف هو خربة الخوخ، التي اكتشف فيها عدة طبقات أثرية.
وحسب حمامرة، فان الكهف-القبر، يمدنا بمعلومات حول فترة الانتقال في تقاليد الدفن إلى بداية حفر المدافن.
وأخذ العصر الحجري النحاسي اسمه، كما يقول حمامرة، من اكتشاف معدن النحاس في تلك الفترة وصنع أدوات منه، ومن أشهر مناجم النحاس تلك التي اكتشفت في منطقة بئر السبع.
وأكد حمامرة، ان باكتشاف الكهف-القبر في قرية ارطاس، يدل بشكل واضح على أهمية منطقة بيت لحم وجبال فلسطين الوسطى التي كانت مأهولة بالسكان.
هذا الكهف المهم، تم طمسه، وبناء جدار من الحجارة الكبيرة فوقه، ما أدى إلى إثارة غضب بعض المهتمين من أبناء القرية ومن بينهم الفنان التشكيلي رمزي أبو صوي، الذي دعا كل المؤسسات المعنية  من وزارة السياحة والآثار، والمجلس القروي، وشركة برك سليمان السياحية، ومديرية الحكم المحلي في محافظة بيت لحم، ومراكز حفظ التراث، للتدخل.
وقال أبو صوي: "يجب إزالة الاعتداء على الكهف المطموس، وإعادة افتتاحه كموقع أثري مع لوحة إرشادية تثبت عليه، وإظهاره كمعلم اثري، ومحاسبة كل من ساهم في إهمال وتدمير أجزاء منه".
وعبر سامر شاهين، عضو المجلس القروي في ارطاس، عن صدمته من طمس الكهف، قائلا انه راجع رئيس وسكرتير المجلس، فنفيا علمهما بالموضوع.
وقال شاهين: "علينا التأكيد بأنه لا المجلس القروي ولا غيره مخول أو لديه الصلاحية بهدم هذا المعلم الأثري أو طمسه، ولا بد من ترميمه وجعله معلما سياحيا".
ويشعر فادي سند بالغصة لما حدث، قائلا بان مركز ارطاس للتراث الشعبي الفلسطيني، توجه بخطابات ومراسلات بخصوص هذا الموقع والتعديات على مواقع وطرق أثرية في ارطاس للجهات المسؤولة، ولكن لم تحدث أية استجابة.
متى ستحدث الاستجابة بخصوص كهف ارطاس المفقود؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق