اكتشفت سلطة
الآثار الإسرائيلية، حمام استخدم للتعميد، عمره نحو 1900 سنة، في وادي البطم، في
المرتفعات الفلسطينية المنخفضة، قرب قرية زكريا المحتلة منذ عام 1948، خلال حفريات
استكشافية نفذتها السلطة، قبل توسيع الطريق السريع رقم 38. وبالقرب من الحمام تم
الكشف عن صهريج كبير لتخزين المياه، كتبت على سقفه أسماء جنود استراليين شاركوا في
الحرب العالمية الثانية.
هذا النوع من
الحمامات في فلسطين، ليس نادرا، وبالنسبة لهذا الحمام الطقوسي، يحتوي على درج،
درته الخامسة عبارة عن بسطة يمكن الجلوس عليها، وملامسة الماء بالاقدام. وتم
العثور في المكان على شظايا رائعة من الأواني الفخارية، يرجع تاريخها إلى القرن
الثاني الميلادي، من بينها مصابيح، وأوان، وأوعية حمراء المصقولة، استخدمت للطبخ.
وقدر المشرفون على الحفريات، ان استخدام الحمام توقف على الارجح، خلال القرن
الثاني الميلادي. بسبب ثورة باركوخبا. دون تقديم أسباب مقنعة لذلك.
دهش علماء
الآثار، عندما اكتشفوا كتابات محفورة على سقف الصهريج، تم قراءتها من قبل عساف
بيرتس، عالم الآثار والمؤرخ الذي يعمل مع سلطة الآثار الإسرائيلية. واتضح انها
لجنود ارادوا ترك بصماتهم في هذا المكان، وهم في طريقهم الى جبهة القتال.
وتمكن بيرتس
من تحديد اسمين الإنجليزية: العريفان سكارليت والش. وبجوار الاسمين نحتت الأحرف
الأولى RAE
ورقمين - NX7792
NX9168، بالإضافة للتاريخ 30/05/1940.
الأحرف الأولى
تدل على رتبة عريف، وكشف تحقيق مع السلطات المختصة أن الأرقام المحفورة داخل البئر
هي في الواقع الأرقام التسلسلية للجنود وأن RAE
تخص سلاح الهندسة الملكي الاسترالي. ومن خلال البحث في أرشيف الحكومة الاسترالية
كُشفت المعلومات التالية: ولد العريف فيليب ليم سكارليت في ملبورن في عام 1918،
وتم تجنيده في الجيش في عام 1939، نجا من الحرب وتوفي في عام 1970.
أما رفيقه،
باتريك والش رافائيل، فولد في عام 1910 في كورا، جند في عام 1939، نجا من الحرب،
ووافته المنية في عام 2005 في سن 95. وعلى الأرجح عاودته كثيرا ذكرياته في فلسطين،
وربما توقفه في هذا المكان ونقش اسمه ليتذكره أحد في يوم من الايام، وهو ما حدث
بعد كل هذه العقود، وتغير الأنظمة والحكومات في البلاد وتشريد أهلها.
ويبدو أن
الاثنين خدما ضمن اللواء السادس الاسترالي الذي كان متمركزا في فلسطين، خلال عهد
الانتداب البريطاني، وكان أفراد هذا اللواء، يخضعون للتدريب قبل ارسالهم للقتال في
فرنسا. التي استسلمت قبل جاهزية القوات للتحرك، فأرسلت إلى مصر في تشرين الاول
1940 حيث قاتل الجنود في الجبهة في الصحراء الغربية.
وعثر في
الموقع أيضا، على بقايا من قذائف الهاون البريطانية، وسبع وعشرون خرطوشة بندقية،
ست منها تم تصنيعها في استراليا وأطلقت في المنطقة.
سلطة الآثار
الإسرائيلية، وجهت نداءً، لمعارف واقارب العريفين، للتواصل، وتبادل المعلومات.
وطلبت من الشركة التي تنفذ أعمال شق الطريق، تعديل خطتها، للمحافظة على ما تم
كشفه، وتأهيله كجزء من المشهد على جانب الطريق. ووافقت الشركة على ذلك.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق