أهلين

"من عرف الله سار، ومن سار طار، ومن طار حار". عجيل المقدسي.

الأربعاء، 13 نوفمبر 2013

عالم القدس السفلي/محمد الطحل


*تروي (المسكوبية) سيرة المكان من خلال تجارب من قضوا فيه، سواء أكانوا أمنيين أم جنائيين، رسموا هذا الفضاء المغلق بتجلياته، وأضاؤوا فضاء أوسع خارجه، فضاء القدس، بل فلسطين بأسرها، ليرسم هذا المكان المغلق صورة لواقع متأزم قلق يجّلل الواقع الفلسطيني عامة والمقدسي خاصة.

*مما يحسب لهذه الرواية أنها تعرض لموضوع فيه جدة، فتطالعنا بعالم القدس السفلي، هذا العالم الذي يجهله الكثيرون، تروي عن ممارساتهم فيها، وتبين معدنهم وسلوكهم أيضا، فها هو محمد الجابري أشهر زعران القدس يتعاطى المخدرات ويتاجر بها، ويتعامل مع الشرطة الإسرائيلية، ولكنه مع انطلاق الانتفاضة الأولى يقوم بقتل جندي من حرس الحدود عرف بتنكيله بأهل القدس.

*تقف الرواية أيضًا على ماضي شخوصها نحو فضاء القدس الأوسع في الخارج، وترسم أيضا حاضرها المشؤوم، إذ يروي الكاتب على لسان أبي العلم الذي يعيش في البلدة القديمة، وهو ابن ليل قديم عما شاهده في السجون الأردنية؛ إذ تعرف على المعتقلين السياسيين آنذاك، ويستذكر من خلاله بألم كيفية سقوط القدس سنة 1967 م، إذ "تطوع كباقي الشبان المقدسيين للدفاع عن مدينتهم، وطالبوا بتوزيع السلاح عليهم. وعندما احتدمت الحرب، كان الجيش قد غادر، وسقطت المدينة المقدسة. في يوم 7 حزيران، كان الجنرال الإسرائيلي (موردخاي غور) يتقدم نحو مدينة القدس من جبل الزيتون، ودخل البلدة القديمة من باب الأسباط، ووصل الحرم القدسي الشريف، ورفع العلم الإسرائيلي على قبة الصخرة

ومن خلال أبي العلم نفسه، يستقدم الكاتب القدس قبيل النكسة، فيتذكر حكاية أحمد الشقيري، رئيس منظمة التحرير الفلسطينية آنذاك، وأيامه الأخيرة في القدس التي زارها قبل الحرب برفقة الشريف الأردني ناصر بن جميل، وتوعد العدو بالويل والثبور وعظائم الأمور، وبدا كأنه يلقي خطاب النصر، حتى قبل أن تبدأ الحرب، وقال في مؤتمره الصحفي ب"أنه لن يمانع في نقل من سيتبقى من الإسرائيليين بالسفن التي ستأتي لإجلائهم من أوروبا، ولن يتم إلقاؤهم في البحر"، ولكنه ما لبث أن هرب إلى عمان متخفيا بلباس امرأة. ويروي السارد أيضا عن معركة المتحف، وعن هدم حي المغاربة، وعن محاولة المحتل تقسيم الحرم.

**

مقتطفات مبتسرة من (رواية القدس في الأدب العربي في القرن الحادي والعشرين) إعداد: محمد عبد الحفيظ محمد الطحل، إشراف أ . د. عادل الأسطة قدمت هذه الأطروحة استكمالاً لمتطلبات درجة الماجستير في اللغة العربية وآدابها بكلية الدراسات العليا في جامعة النجاح الوطنية في نابلس، فلسطين. 2013 م

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق