تحفظ الحاجة رسمية محمد عيد (أم محمد)، تاريخ ميلادها: 18-4-1938، وهو ما تزهو به على رصيفاتها ورصفائها في مخيم الدهيشة، حيث تعيش بعد ان شُردت من قريتها زكريا، في الهضاب الفلسطينية الوسطى، وعن سبب معرفتها بتاريخ ميلاد تجيب بفخر: "أنا بعرف اقرأ وأكتب".
كانت رسمية إحدى الطالبات القليلات في مدرسة قرية زكريا الأميرية، التي دُمرت ونكبت، وأصبح أهالي هذه القرية ال...تي تقع على مفترق طرق مهم، من سكان مخيمات اللاجئين.
وتتوفر صورة نادرة لمدرسة زكريا الأميرية، تعود لثلاثينيات القرن الماضي، تعزز فخر أهالي القرية، بوجود مدرسة فيها، في حين لم تحظ القرى المجاورة بذلك.
تقول أم محمد: "كنا سبع بنات في المدرسة، بين عامي 1945-1947، أذكر منهن ربيحة عبد الفتاح الكواملة وكانت أكبر مني، ومعزوزة عبد المجيد الكواملة، أمّا الأولاد فكانوا ما بين 15-20 طالبا، عندما ينتهي الدوام، يخرجون قبلنا، ثم تخرج البنات، كنا نجلس في الصفوف الأولى، بينما يجلس الأولاد في المقاعد الخلفية. الاختلاط ممنوع، وغير مسموح لنا ان نتحدث مع الأولاد في الفرصة بين الحصص، عندما نخرج ونستظل بظل شجرة، الأب كان ينبه على ابنته، بعدم الحديث مع أي ولد، رغم اننا جميعا أقارب، كان الناس معقدين أيام زمان، وليس كمثل هذه الأيام، التي نرى فيها الاختلاط في المدارس والجامعات، وكل مكان تقريبا".
تقول أم محمد: "كنا نستخدم الأقلام، ونكتب على دفاتر، ونحمل حقائب من الشرائط، تصنعها امهاتنا لنا".
وتتذكر أم محمد اسم المعلم في مدرسة زكريا خلال سنوات دراستها: "كان استاذا من الطيبة، الله يمسيكم ويمسيه بالخير، اسمه صادق، سكن في حارتنا، اهتم به أهل البلد، وعندما كان يذهب متنزها إلى وادي بولص، يذهب ويأتي على الفرس، عموما كان الآباء يمانعون في تعليم البنات، الاستاذ صادق عقد اجتماعا وقال: يا أهل زكريا، أولاد وبنات لا يجوز يتعلمون مع بعض، بناتكم كلهن اخواتي، فبنى أهالي القرية مدرسة اخرى، قرأنا فيها الصفين الأوّل والثاني، وحدثت النكبة".
قبل ذلك ارتادت أم محمد الكُتّاب: "ذهبت للكُتّاب عند سيدي الحاج محمود شاهين، النساء يذهبن على الحصيدة، ويضعننا عنده، كان يدرسنا قرآن، لا اذكر اذا كنا نعطيه شيئا مقابل ذلك".
وعن سبب سماح والدها لها بالدراسة، تقول أم محمد: "أمي أنجبت قبلي خمس بنات، ثم ولدت الأولاد، وبعد ذلك جئت أنا إلى هذه الدنيا، فرح بي والدي، وأحبني كثيرا، كان يركبني على الفرس، من زكريا إلى قرية عجور، وسجلني، أيضا في المدرسة".
وتتذكر أم حمد، ان طلابا من خارج زكريا كانوا يأتون للدراسة في مدرستها، منهم: "حلمي يوسف عطا، من قرية وادي فوكين، استشهد قبل عام 1967في قلقيلية، وشقيقه ايضا شهيد".
استفادت أم محمد كثيرا من المدرسة، كما تقول، وأحبت القراءة، ولكن حلمها بإكمال تعلمها انتهى بشكل دراماتيكي مع النكبة: "لجأنا إلى مخيم الدهيشة، وزوجوني وكان عمري 12 عاما، أمّا زوجي فكان عمره 20 عاما، لم يستشرني احد، كما كان يحدث لكل البنات في ذلك الوقت".
تقول أم محمد: "كان الكثير من أهالي زكريا متعلمين، اذكر واحدا منهم كان ازهريا هو الشيخ خليل أبو لبن، والشاعر خليل زقطان، والشيخ محمود مشعل، وغيرهم كان أهالي بيت نتيف، وعجور، يأتون إلى زكريا ليقروا لهم المكاتيب".
تتذكر أم محمد مقام (السايحة) والمقصود فاطمة بنت بري، وهي نموذج لليليت في الأساطير الدينية، نموذج الاغراء في عالم من الأولياء الذكور. ومقامها في قرية زكريا، الوحيد لها في فلسطين، وقد يكون أيضا الوحيد في العالم العربي.
وتقول أم محمد: "ستنا فاطمة، السايحة، كانت جارتنا، مقامها عبارة عن مغارة حولها شجر، كان الناس يذهبون أيام الجمع، يشعلون الشمع لها، اما نحن البنات فكنا نلعب حولها، هناك مقام الحاج حسن، عندما يصاب الاولاد بالسخونة أو الملاريا، يذهبون لجلب حصى من حول المقام، يضعونها في صرة، ويعلقها المصاب أو المصابة في الرقبة، وتظل حتى يتم الشفاء".
كانت رسمية إحدى الطالبات القليلات في مدرسة قرية زكريا الأميرية، التي دُمرت ونكبت، وأصبح أهالي هذه القرية ال...تي تقع على مفترق طرق مهم، من سكان مخيمات اللاجئين.
وتتوفر صورة نادرة لمدرسة زكريا الأميرية، تعود لثلاثينيات القرن الماضي، تعزز فخر أهالي القرية، بوجود مدرسة فيها، في حين لم تحظ القرى المجاورة بذلك.
تقول أم محمد: "كنا سبع بنات في المدرسة، بين عامي 1945-1947، أذكر منهن ربيحة عبد الفتاح الكواملة وكانت أكبر مني، ومعزوزة عبد المجيد الكواملة، أمّا الأولاد فكانوا ما بين 15-20 طالبا، عندما ينتهي الدوام، يخرجون قبلنا، ثم تخرج البنات، كنا نجلس في الصفوف الأولى، بينما يجلس الأولاد في المقاعد الخلفية. الاختلاط ممنوع، وغير مسموح لنا ان نتحدث مع الأولاد في الفرصة بين الحصص، عندما نخرج ونستظل بظل شجرة، الأب كان ينبه على ابنته، بعدم الحديث مع أي ولد، رغم اننا جميعا أقارب، كان الناس معقدين أيام زمان، وليس كمثل هذه الأيام، التي نرى فيها الاختلاط في المدارس والجامعات، وكل مكان تقريبا".
تقول أم محمد: "كنا نستخدم الأقلام، ونكتب على دفاتر، ونحمل حقائب من الشرائط، تصنعها امهاتنا لنا".
وتتذكر أم محمد اسم المعلم في مدرسة زكريا خلال سنوات دراستها: "كان استاذا من الطيبة، الله يمسيكم ويمسيه بالخير، اسمه صادق، سكن في حارتنا، اهتم به أهل البلد، وعندما كان يذهب متنزها إلى وادي بولص، يذهب ويأتي على الفرس، عموما كان الآباء يمانعون في تعليم البنات، الاستاذ صادق عقد اجتماعا وقال: يا أهل زكريا، أولاد وبنات لا يجوز يتعلمون مع بعض، بناتكم كلهن اخواتي، فبنى أهالي القرية مدرسة اخرى، قرأنا فيها الصفين الأوّل والثاني، وحدثت النكبة".
قبل ذلك ارتادت أم محمد الكُتّاب: "ذهبت للكُتّاب عند سيدي الحاج محمود شاهين، النساء يذهبن على الحصيدة، ويضعننا عنده، كان يدرسنا قرآن، لا اذكر اذا كنا نعطيه شيئا مقابل ذلك".
وعن سبب سماح والدها لها بالدراسة، تقول أم محمد: "أمي أنجبت قبلي خمس بنات، ثم ولدت الأولاد، وبعد ذلك جئت أنا إلى هذه الدنيا، فرح بي والدي، وأحبني كثيرا، كان يركبني على الفرس، من زكريا إلى قرية عجور، وسجلني، أيضا في المدرسة".
وتتذكر أم حمد، ان طلابا من خارج زكريا كانوا يأتون للدراسة في مدرستها، منهم: "حلمي يوسف عطا، من قرية وادي فوكين، استشهد قبل عام 1967في قلقيلية، وشقيقه ايضا شهيد".
استفادت أم محمد كثيرا من المدرسة، كما تقول، وأحبت القراءة، ولكن حلمها بإكمال تعلمها انتهى بشكل دراماتيكي مع النكبة: "لجأنا إلى مخيم الدهيشة، وزوجوني وكان عمري 12 عاما، أمّا زوجي فكان عمره 20 عاما، لم يستشرني احد، كما كان يحدث لكل البنات في ذلك الوقت".
تقول أم محمد: "كان الكثير من أهالي زكريا متعلمين، اذكر واحدا منهم كان ازهريا هو الشيخ خليل أبو لبن، والشاعر خليل زقطان، والشيخ محمود مشعل، وغيرهم كان أهالي بيت نتيف، وعجور، يأتون إلى زكريا ليقروا لهم المكاتيب".
تتذكر أم محمد مقام (السايحة) والمقصود فاطمة بنت بري، وهي نموذج لليليت في الأساطير الدينية، نموذج الاغراء في عالم من الأولياء الذكور. ومقامها في قرية زكريا، الوحيد لها في فلسطين، وقد يكون أيضا الوحيد في العالم العربي.
وتقول أم محمد: "ستنا فاطمة، السايحة، كانت جارتنا، مقامها عبارة عن مغارة حولها شجر، كان الناس يذهبون أيام الجمع، يشعلون الشمع لها، اما نحن البنات فكنا نلعب حولها، هناك مقام الحاج حسن، عندما يصاب الاولاد بالسخونة أو الملاريا، يذهبون لجلب حصى من حول المقام، يضعونها في صرة، ويعلقها المصاب أو المصابة في الرقبة، وتظل حتى يتم الشفاء".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق