أهلين

"من عرف الله سار، ومن سار طار، ومن طار حار". عجيل المقدسي.

الأحد، 17 مارس 2013

‏‏مصورو بيت لحم: خلدوا زمنها ونسوا انفسهم..!!


يتضمن كتاب (بيت لحم ومصوروها)، الصادر حديثا عن (ديار للنشر) في بيت لحم، مجموعة من الصور النادرة، لمخيم الدهيشة للاجئين، في بداية تأسيسه، توثق لمعاناة سكانه.
والكتاب من تحرير متري الراهب، الذي سلط الضوء على مجموعة الأب هربرت ايدر (1926) لبيت لحم ولمخيم الدهيشة، والتي تظهر فيها النساء اللاجئات حافيات وهن ينقلن الماء والحطب إلى الخيام التي تأوي عائلاتهن.
ومن صور الكتاب المؤثرة، المتعلقة بأطفال اللاجئين الرضع في الخيام، وحسب احصاءات، فان 40% من أطفال المخيمات ماتوا بين عامي 1948-1965م، ويمكن تصور ذلك من الصور التي تكشف ظروف حياتهم القاسية.
وقال الراهب: "ولد هربرتايدر في النمسا عام 1926، درس البيولوجيا ثم انتقل في عام 1949 إلى اسطنبول حيث عمل اولا مدرسا ومن ثم مديرا لكلية القديس جورج. في عام 1950 قام هربرت برحلة إلى سوريا ولبنان وفلسطين. حيث وثق بعدسته معالم هذه المنطقة وعلى الاخص حياة سكانها اليومية ووظفها للحوار بين الحضارات والاديان. في عام 1970 رجع إلى النمسا حيث عمل مدرسا ومن ثم كاهنا في الكنيسة الكاثوليكية".
ويستعرض الدكتور عدنان مسلم، دور الاخوين إبراهيم وبدر الأعمى (لاما) في صناعة السينما المصرية، الاخوان لاما من بيت لحم، وعندما عادا من مهجرهما كانا ينويان تأسيس صناعة سينمائية في فلسطين، ولكن لدى نزولهما الاسكندرية، وجدا مصر، أكثر ملاءمة لمشروعهما التأسيسي الكبير.
ويقدم الدكتور قسطندي الشوملي، للحياة الاجتماعية في بيت لحم من خلال التصوير السينمائي، وذلك من خلال مجموعتين من المقاطع الفيلمية لمشاهد من مدينة بيت لحم صورت الاولى عام 1919، والمجموعة الثانية صورها الفرنسي كميل سوفاجو (1889-1961).
ويستذكر جورج ميشيل الأعمى، المصور زخريا أبو فحيلة (1885-1951)، واليه تعود اولى صور الزفاف التي التقطت في بيت لحم عام 1907، ويشير الأعمى إلى علاقة ربطت أبو فحيلة بالمصور الفلسطيني خليل رعد. في ستينيات القرن الماضي هُدم استوديو أبو فحيلة في ساحة المهد، مع بنايات أخرى لتوسيع الساحة، وحسب الأعمى فان عائلة أبو فحيلة تشتت ولم يبق منها أي فرد في بيت لحم.
ويكتب متري الراهب عن المصور توفيق باسيل (1888-1961)، معتبرا اياه: "شيخ المصورين في عائلة باسيل، وهو الابن الأكبر لمختار الطائفة الانجيلية. ورّث مهنته لابنه خليل".
وتقول نانسي سلسع ان المصور يوسف الشامية (1891-1991) أسس في عام 1942 شركة (المصورون الشرق اوسطيون في فلسطين)، التي هدفت إلى انهاء الاحتكار اليهودي لسوق التصوير وتوحيد المصورين الفلسطينيين.
ويبدي متري الراهب اهتماما خاصا برائدة التصوير الفوتوغرافي في فلسطين كريمة عبود (1893-1940)، والتي ولدت في بيت لحم للقس سعيد عبود راعي كنيسة الميلاد الانجيلية اللوثرية، وكان لها عدة استوديوهات في حيفا، والناصرة، وبيت لحم، وربما في القدس.
يقول الراهب: "لكونها امرأة التقطت كريمة بعدستها كما هائلا من صور النساء والأطفال، والتي نستطيع بواسطتها التعرف على جوانب كثيرة من الحياة الاجتماعية في فلسطين في فترة الانتداب البريطاني".
ويكتب جورج الأعمى عن عيسى الزغبي (1908-1999) الذي بدأ حياته المهنية برسم اللوحات، ومنها للملك فؤاد الاول ملك مصر عام 1926. ساهم مع شقيقته منّه في توثيق التحف الصدفية الذي اسسه والدهما في الربع الأخير من القرن التاسع عشر.
وعاش المصور سمعان السحار (1915-1993) ظروف النكبة واكتوى بنارها، فعائلته خسرت أملاكها في القدس الغربية، ولجأت إلى بيت لحم، ووثق لحظات واحداثا تاريخية عام 1948.
وحسب متري الراهب، فان سحار، كان أحد المصورين الرئيسيين المعتمدين من قبل البلاط الملكي الاردني، واعتمدته الاونروا مصورا لخدماتها، وعمل مصورا حتى رحيله.
أمّا المصور ميشيل باسيل (1921-2003) فورث مهنة التصوير عن والده خليل وجده توفيق، وورث استوديو التصوير الخاص بالعائلة في حارة العناترة، وبقي هناك حتى ستينيات القرن الماضي، حيث ترك التصوير، ولكنه ترك مجموعة مهمة من الصورة التي تخلد لحظات مدينة وناسها، في اوقاتها القلقة، وما اكثرها.
وتكتب نانسي سلسع عن موريس ميكيل (1932-) الذي بدأ العمل كتقني في سينما ركس في بيت لحم، وافتتح أستوديو خاصا به عام 1957 بالقرب من ساحة المهد، حيث ذاع صيته، وأصبح بعد عام 1967، المصور الرئيس للعديد من المؤسسات الاهلية والدينية في بيت لحم، وتكاد لا تخلو مناسبة في المدينة، من حضور عدسته.
ويعتبر ديفيد داود (1946-) أشهر مصوري بيت لحم، واخر الكبار في مهنة، تتعرض للانقراض بسبب الغزو الرقمي، وهو ما شكا منه في حديث لمراسلنا، ورغم انه استفاد من التقنيات الرقمية، الا انه حافظ على ما يقول بانها اسس المهنة.
وحسب نانسي سلسع، فان داود، بدأ العمل مع عمه عبد النور اسحق في استوديو خالد بين عامي 1964-1968، وبدأ التصوير منذ عام 1960 حتى الان، خط طريقه وحده منذ عام 1978.
مصورو بيت لحم الكثر، من العرب والأجانب، خلدوا زمنها الذي مضى، ومنازلها التي لم يعد لها وجود، وابناءها الذين هاجروا، وازياءها التي توارت، وارثها الذي يتبدد، وهذا الكتاب محاولة، للإضاءة على من وقفوا خلف الكاميرات، ولكنها لم تتمكن من ذكرهم.
http://www.alhayat-j.com/newsite/details.php?opt=3&id=200027&cid=2888

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق