يتوارى مسجد ولي الله محارب في واحدة من أكثر أسواق بلدة القدس القديمة تهميشا،
وبما لا يعكس أبدا تاريخها العريق، الذي يعود إلى حقب تاريخية قديمة، في مدينة يشكل
فيها التاريخ المعلم الثابت والمجمع عليه من محبيها وكارهيها.
يتكون المسجد من
غرفة واحدة، مستطيلة الشكل، فيها محارب، تطل على شارع ضيق يؤدي إلى ما يعرف الان
بحارة اليهود، ويقع قبالته محل لاصلاح الاحذية، يديره اسكافي، يفخر بأنه ثابت في
المكان منذ الاحتلال البريطاني، ولا يمكن جره إلى الحديث بسهولة عن المسجد الذي يقع
في سوق الخواجات، ولكنه يكتف بالقول ردا على عدة اسئلة: "كان المسجد في السابق عرضة
لاعتداءات المستوطنين اليهود، حيث كانوا يلقون فيه النفايات، ولكن الامور الان افضل
حالا".
ويظهر المسجد كمعلم عربي وسط حركة المشاة بجانبه، الذين يمكن تمييز
ملامحهم الغريبة، التي تشي بهوياتهم الاستيطانية.
وتعرض النقش القديم على واجهة
المسجد، إلى التآكل أو التخريب، والذي يشير إلى هوية بانيه ولي الله محارب "العبد
الفقير لله الراجي رحمته"، وتاريخ التأسيس 595 هـ/1198م، وهو ما يشير إلى ان المسجد
بُني في العصر الأيوبي.
لا يُعرف الكثير عن ولي الله محارب، ولا شك انه واحد من
عشاق القدس، الذي أراد ان يربط اسمه باسمها، فبنى المسجد الصغير وأوقف عليه كما
يُفصل النقش.
وربما لم يخطر بباله، الأهمية التي سيكتسبها مسجده في عصر القدس
هذا وهي تصارع احدى اشد الغزوات الاحتلالية قسوة. ولا يوجد افضل من اسمه يمكن ان
يكتسب معنى رمزيا للاشارة إلى الحرب المحتدمة على المكان وسوق الخواجات في القلب
منه.
يعتبر سوق الخواجات، جزءا من السوق الثلاثية في بلدة القدس القديمة، وهي
واحدة من اجمل أسواقها، المكونة من سوقي اللحامين والعطارين، المعروفتين على نطاق
واسع، في حين يتوارى اسم سوق الخواجات من الذاكرة، ومن الوجود الفيزيائي، لعدة
عوامل سياسية، وتاريخية.
لسوق الخواجات أسماء أخرى مثل سوق الصياغ، نسبة إلى
الصاغة الذين كانوا يعملون فيه، وهم من سكان القدس من الجوالي غير العربية، ومن هنا
اتى الاسم (الخواجات) على الأرجح، ولكنهم هجروا السوق إلىأماكن أخرى، وحل محلهم،
حرفيو الملابس التقليدية الفلسطينية، ولكن عدم الطلب على هذه الملابس التي في
طريقها للانقراض، أدى إلى ركود، واغلاق جزء من محلات السوق، التي قضمت حارة اليهود
أجزاء منها.
وتسمى السوق ايضا باسم سوق التجار، وهو الاسم الذي ذكرها فيه عارف
العارف ووصفها: "كائنة إلى الشرق من سوق العطارين، وتسير على محاذاة نصفها القبلي،
ثم تتصل بها. وهذه السوق أيضا مقبوة. وفي سقفها نوافذ تنفذ أشعة الشمس منها
فتضيئها. ويسميها البعض سوق الصياغ".
ومؤخرا اعلن المخرج عمرو صفافي عن فلمه
(الخواجا)، وهو فلم وثائقي يتحدث عن عملية بحث مخرج الفلم عن ماضي سوق الخواجات،
ويعرض كما يقول في الاعلان الترويجي للفلم مشاكل الوعي الثقافي لدى الكثير من
المقدسيين. وهدم التاريخ العربي في القدس وبناء تاريخ صهيوني جديد مكانه.
http://www.alhayat-j.com/newsite/details.php?opt=3&id=198756&cid=2874
It's enormous that you are getting thoughts from this paragraph as well as from our argument made at this place.
ردحذفMy web page houston garden centers