علمني بشارة داود (ابو البلد) وانا في الصف الثاني الابتدائي. استقال وخاض الانتخابات البلدية تحت شعار (نعم لمنظمة التحرير)، واصبح رئيسا لبلدية بيت جالا (1976-1978). اقالته سلطات الاحتلال لدوره الكفاحي في التصدي لمشاريعها الاستيطانية.
قبل اشهر اصرّ ابراهيم مزهر، على زيارة معلمه السابق وصديقه ابو البلد، صعدنا انا وابراهيم ويوسف الشرقاوي الى منزل ابو البلد في بيت جالا، مسلّمين ومهنئين بعيد الفصح، خلال السنوات الماضية حدث جفاء بيني وبين ابو البلد، والسبب انني واجهته في لقاء تلفزيوني حول حصوله على سيارة بدون جمرك بتوقيع من الرئيس ياسر عرفات، ففقد اعصابه على الهواء وزعل علي كثيرا كثيرا جدا، لانه كان يقدم نفسه دائما في طليعة محاربي الفساد.لابي البلد، قاموسه الخاص، بالاضافة الى احتفاظه بلهجته البيتجالية، وخلال لقاءنا الاخير روى حكايات التصدي للاستيطان وقال: "
"حذرت سابقا من النشاط الاستيطاني وقلت باننا لا نخاف دبابات الاحتلال ولكن نخشى من جرافاته، واعتبر النشاط الاستيطاني من اكبر المخاطر على قضيتنا".
منظمة التحرير التي خاض داود معركته الانتخابية القاسية في ظل الاحتلال، باسمها، اصبحت بالنسبة له خلال لقاءنا الاخير ووفقا لقاموسه الخاص هكذا: "منظمة التعاريص".
عاش بشارة داود عازبا ومات عازبا..ولعلها من حسناته الكثيرة..
بشارة داود..وداعا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق