أهلين

"من عرف الله سار، ومن سار طار، ومن طار حار". عجيل المقدسي.

الجمعة، 18 أبريل 2008

الزوزو تتحدى اسرائيل العظمى


تظهر إسرائيل، التي تقدم نفسها كأقوى دولة في الشرق الأوسط، عسكريا وأمنيا وفي أمور أخرى، عاجزة أمام زهرة فلسطينية، سبق وان اختارتها لتمثلها في فعالية ستنظم في الصين، على هامش الألعاب الأولمبية.


وحسب مصادر إسرائيلية، فان السلطات المختصة في الدولة العبرية، تجد صعوبة بالغة في ايجاد طريقة لاستنبات زهرة (قرن الغزال) التي تم اختيارها لتمثل إسرائيل، في فصل الصيف، حيث ستعقد الألعاب الأولمبية، لان هذه الزهرة تنبت عادة في البراري الفلسطينية خلال شهري آذار (مارس)، ونيسان (أبريل) فقط.


 وتم اختيار هذه الزهرة لتمثل إسرائيل في أولمبياد الصين، بعد أن تم ترشيح عدة نباتات وزهور أخرى. وتنافست كل من زهرتي قرن الغزال وشقائق النعمان بعد أن وصلتا إلى التصفيات النهائية، في مسابقة شهدت إقبالا من جمهور المصوتين، لاختيار إحداهما.


 وتم في النهاية اختيار قرن الغزال مع شجرة الزيتون التي فازت بدورها، من بين عدة أشجار، لتمثيل إسرائيل في حديقة الورود التي ستفتتحها الصين بمناسبة استضافتها للألعاب الأولمبية وبالتزامن معها.


وستنظم فعالية حديقة الزهور، تحت عنوان "نحن في عالم واحد"، حيث ستعرض قرن الغزال، بجانب شجرة الزيتون، باعتبارهما رمزين اسرائيليين.


وتعتبر قرن الغزال من اجمل الأزهار البرية التي تنبت في فلسطين التاريخية، بين البحر الأبيض المتوسط، ونهر الأردن، وتتخذ أوراقها شكل القلب، وألوانها بيضاء مزهرة، وفي بعض المناطق تضاف الزهرة وأوراقها إلى أطباق محلية فلسطينية.


ولجمال هذه الزهرة الأخاذ، أطلقت عليها أسماء كثيرة، وتكاد كل منطقة في فلسطين تعرفها باسم معين، فبالإضافة إلى اسم الزوزو الذي يطلق عليها في ريف القدس، فإن لها أسماء متعددة مثل: الزعمطوط، وعصا الراعي، وسيدو دويك الجبل، ومن أسمائها بخور مريم، نسبة إلى السيدة مريم العذراء.


وتزهر النباتات البرية الفلسطينية بداية من شهر فبراير (شباط)، وكأنها تمهد لقدوم الربيع، وتستمر مزهرة طوال الربيع. وبسبب موعد تفتحها هذا، فان إسرائيل تواجه مشكلة، لانه سيتعين عليها عرض زهرة قرن الغزال في شهر آب (أغسطس) المقبل، تزامنا مع موعد الألعاب الأولمبية.


وحسب المصادر الإسرائيلية، فان سلطة الطبيعة في الدولة العبرية، تعيش فيما يشبه التحدي، بحثا عن طريقة لجعل قرن الغزال تزهر في الصيف، كي تتمكن من عرضها في أولمبياد الصين.


ورغم أن جهات فلسطينية، رأت في اختيار إسرائيل، لزهرة قرن الغزال، لتمثلها بمثابة اغتصاب، لزهرة فلسطينية، فإنها لم تسع من اجل حشد حملة منظمة ضد هذه الخطوة.


وفي حين حملت بعض الأوساط المهتمة، الصين، المسؤولية عن قبول ترشيح إسرائيل لزهرة فلسطينية معروفة، فان مصادر صينية، رفضت مثل هذه الاتهامات.


وحسب أحد المهتمين الفلسطينيين، فانه كان وجه لوما خلال لقاءه، عرضا، مسؤولا صينيا في العاصمة الأردنية عمان، بسبب موافقتها على اختيار اسرائيل لزهرة قرن الغزال ولشجرة الزيتون، إلا أن المسؤول الصيني قال له بشكل غير رسمي وودي، بان المشكلة هي في الموقف الرسمي الفلسطيني والعربي، الذي لم يبد أي احتجاج، وان الصين المعروفة بتعاطفها مع الشعب الفلسطيني كانت تنتظر مثل هذا الموقف، لتواجه إسرائيل، ولكنها الان لا تستطيع أن تكون عربية وفلسطينية اكثر من العرب والفلسطينيين أنفسهم، مطلقا بعض النكات على العرب وعجزهم.


وفي حين أن الخلافات بين حركتي فتح وحماس، تطغى على اهتمامات النشطاء في فلسطين، وتظهر على شبكة الإنترنت مدونات النشطاء المتخصصة في كشف ما تسميه "فضائح فتح" أو "فضائح حماس" حسب الموقف السياسي لأصحابها، فان الجميع تغافلوا عن الإمكانيات الهائلة التي توفرها الشبكة العنكبوتية لإثارة قضية قرن الغزال، ومقابل ذلك فانه توجد عشرات من المدونات الإسرائيلية، التي يحررها شبان وشابات، تعلن احتفاءها بالحضور المتوقع الذي تراه مبهرا لقرن الغزال في أولمبياد الصين، ولا يتوقف الاهتمام على هذا الأمر فقط، ولكنه يمتد ليشمل مكونات ورموز الثقافة الفلسطينية.


ولم يضع أي مسؤول فلسطيني من السلطة الفلسطينية، او من ممثلي الاحزاب، على اجندة اللقاءات التي تعقد مع ممثل الصين في رام الله، موضوع قرن الغزال او شجرة الزيتون على جدل الابحاث.


وقال خالد العزة، مسؤول العلاقات الدولية في جبهة النضال الشعبي، الذي التقى ممثل الصين لدى السلطة الفلسطينية بانه ناقش مع المسؤول الصيني ما اسماها "العلاقات الثنائية".


واضاف لمراسلنا "ابلغنا ممثل الصين، تضامنا مع بلاده، في وجه الحملة الاميركية ضد بلاده، مستغلة ورقة التبت، وقلنا له اننا مع الصين".


ولم يعلن أي مسؤول فلسطيني، انه جرى طرح الموضوع، خلال اللقاءات التي عقدت بين محمود عباس (ابو مازن) رئيس السلطة الفلسطينية، وايهود اولمرت، رئيس الوزراء الاسرائيلي، او في اية لجان تنسيق شكلت بين الجانبين، والمخصصة للتنسيق الامني.


وفي هذه الحالة، تجد قرن الغزال، نفسها وحيدة، في ظل وضع معقد، تتداخل فيه العوامل المحلية مع الدولية، والسياسة مع الثقافة.


ويأمل بعض المهتمين، بان تتمكن زهرة قرن الغزال، التي تنبت في اغلب الأحيان في شقوق الصخور، لحماية نفسها، أن تتمكن هذه المرة أيضا من حماية نفسها، مما يراه هؤلاء عملية تزييف لهويتها، وذلك بان تفشل جهود علماء الطبيعة في إسرائيل، ولا تستجيب لعملية استنباتها في فصل الصيف.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق