أهلين

"من عرف الله سار، ومن سار طار، ومن طار حار". عجيل المقدسي.

الخميس، 3 أبريل 2008

اسطورة وادي الحرامية

12.jpg

قبل ست سنوات، ولدت أسطورة فلسطينية، بعد نجاح شخص مجهول، بتنفيذ ما اعتبر انجح عمليات المقاومة الفلسطينية، في منطقة وادي الحرامية، التي استهدفت حاجزا عسكريا إسرائيليا، على الطريق بين مدينتي رام الله ونابلس. وتمكن المنفذ من قتل 11 جنديا اسرائيليا، مدربين ومسلحين جيدا، وجرح آخرين لم يتمكنوا من التعامل مع مصدر إطلاق النار، وتحول المنفذ إلى بطل في عيون الفلسطينيين، خصوصا وان السلطات الاسرائيلية لم تتمكن من القبض عليه، بينما سادت تكهنات حول هوية المنفذ، وشاع انه رجل كبير في السن، استخدم بندقية قديمة من عهد الانتداب البريطاني، ولانه عمل لوحده بعيدا عن الفصائل الفلسطينية، فان الوصول إليه كان صعبا، ولكن هذا لم يمنع من تبني فصائل للعملية، بشكل غير رسمي، مثل حركة حماس.

وقبل نحو عامين، تمكنت السلطات الاسرائيلية من الوصول إلى المنفذ، الذي لم يكن سوى شاب فلسطيني اسمه ثائر حامد، من بلدة سلواد قرب رام الله، وكان ذلك مخالفا للتكهنات التي سادت الشارع الفلسطيني، وفي الذكرى السادسة لتنفيذ العملية، وزع النائب عيسى قراقع، مقرر لجنة الأسرى في المجلس التشريعي الفلسطيني مقابلة أجريت مع حامد داخل السجون، تحدث فيها لاول مرة عن ما حدث في ذلك اليوم قبل ست سنوات.

(المفاجأة والجرأة)

قال حامد "مر على هذه العملية ست سنوات حيث جرت في 2/3/2002، في ذلك اليوم خرجت من المنزل بعد أن أديت صلاة الفجر وكنت قد جهزت نفسي بعد مراقبة للموقع العسكري الإسرائيلي استمرت أربعة أيام وعرفت تبديل المناوبة والأوقات إلى حد كبير خاصة أن حاجز عيون الحرامية يقع في أراضي سلواد، وكنت في تلك الليلة قد حسمت الأمر والقرار أن يكون التنفيذ في اليوم التالي وقمت مبكرًا استيقظت فجرًا، وبعد الصلاة أخذت معي بندقية من نوع M1 وثلاثة مخازن وأربعين رصاصة كنت اشتريتها على نفقتي الخاصة، علمًا أن كل مخزن يتسع لـ 8 طلقات، وقد خرجت من القرية مشيًا على الأقدام حوالي الساعة السادسة صباحًا وذهبت إلى الجبل المقابل للحاجز العسكري وعلى بعد 60 -70 م اخترت شجرة زيتون مع جذع عريض وكبير واحتميت بها ونصبت البندقية، وبدأت أطلق النار طلقة طلقة وكان أول ما أطلقت النار على جندي جاء في جيب عسكري من جهة نابلس واصابته كانت قاتلة، ثم كان هناك جنديين على الحاجز أطلقت عليهم النار وقتلا على الفور وخرج من المبنى الصغير قرب الحاجز ثلاثة جنود وأطلقت عليهم النار ولم يعرف أحد أصلاً جهة إطلاق النار، ثم جاءت سيارة مستوطنين ووقفوا على الحاجز وأطلقت النار عليهم قبل أن يدركوا مصدر الرصاص، ثم جاءت سيارة عسكرية وبدأوا مباشرة بإطلاق النار على موقعي وأصبت منهم أثنين حيث وصل مجموع القتلى إلى 11 قتيلاً وأكثر من عشرة جرحى بإصابات بالغة ولم يزد ما أطلقته عن 24 رصاصة أصابت جميعًا أهدافها".

ويروي حامد ما حدث بعد ذلك "انفجرت البندقية في هذه الأثناء، وحاولت إصلاحها فتفتت بين يدي وجرى ذلك أثناء إطلاق النار ومجيء عدد آخر من السيارات العسكرية فقررت الانسحاب أثناء إطلاق النار والغريب أنهم لم يجرؤوا على ملاحقتي وكانوا في حالة من الذهول والذعر ولم يجرؤوا على الاقتراب من الجرحى لفترة من الزمن، وقد غادرت الموقع وتسلقت الجبل وذهبت إلى طريق بلدة جلجولية غربًا، ثم عدت شرقًا وقطعت الشارع باتجاه بلدتي سلواد، وقبل الساعة السابعة والنصف كنت قد أخذت حمامًا واستلقيت على فراشي، وأخذت أغط في نوم عميق، استيقظت ظهرا وإذا بالجميع وكل وسائل الإعلام في العالم والناس في البلدة يتحدثون عن العملية وقد تصرفت كباقي الناس ولم أقل أية كلمة لأحد ولم يبدو علي أي انفعال أو تأثر بهذه العملية".

(نتائج غير متوقعة)

ويقول حامد انه لم يتوقع هذه النتيجة وهذا العدد الكبير من القتلى والجرحى، ويشير إلى انه اختار الذهاب لوحده ولم يرغب بان يشاركه أحد "وذلك للمحافظة على سرية الموضوع، وقد أعددت نفسي للشهادة، وقد ذهلت أنني عدت دون أية إصابة أو أي أثر وحمدت الله أنه منحني النصر ولم يكتب لي الشهادة علمًا أني ذهبت راغبًا فيها، فأكرمني ربي بالنصر والحقيقة لم أشعر بأي خوف أو تردد والإصابات كانت بنسبة 100% مع كل طلقة".
وحول إذا كان تلقى تدريبا يقول حامد "لم يدربني أحد وتدربت بنفسي وكنت أصطاد مع جدي والذي طالما أحتفظ ببندقية طوال الوقت، ونادرًا ما ذهبت إلى الصيد وعدت خالي اليدين، وأنا أعشق الصيد والبنادق".

****

يمكن متابعة بقية الموضوع على هذا الرابط والذي يتطرق فيه حامد الى مواضيع اخرى:

http://www.elaph.com/ElaphWeb/Politics/2008/4/317799.htm

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق