أهلين

"من عرف الله سار، ومن سار طار، ومن طار حار". عجيل المقدسي.

السبت، 10 نوفمبر 2007

الكباب على الطريقة النابلسية

مدينة نابلس الفلسطينية العريقة التي تقع شمال الضفة الغربية، تضيف شيئا جديدا لما تشتهر به، وهو طريقة شي لحم الخروف.



ويقول أبو علاء عوكل صاحب مطعم مختص بشي لحم الخروف، بأنه يعتقد بأن الشهرة التي يكتسبها محله والتي تجاوزت مدينة نابلس والأراضي الفلسطينية، أمرا طبيعيا في مدينة تشتهر أيضا بالكنافة والصابون، والسكاكر، وغيرها.
ومن المعروف بأن مدينة نابلس، وهي أكبر المدن الفلسطينية الآن في الضفة الغربية، ويطلق عليها جبل النار، هي أول من قدم للعالم "الكنافة النابلسية"، وربما أيضا "الصابون النابلسي" المصنوع من زيت الزيتون، والذي يصنع حتى الآن بالطريقة التقليدية.

وتحافظ مدينة نابلس، على كثير من التقاليد المعروفة في المدن الشامية، ويطلق عليها البعض "دمشق الصغرى"، وكثير من عائلاتها تعود أصولها إلى بعض هذه المدن مثل بيروت، وطرابلس، وحلب، وغيرها.


ويقع محل أبو علاء وسط مدينة نابلس، في ميدان الشهداء، بمحاذاة البلدة القديمة التاريخية، التي تنتشر فيها الملصقات، والشواهد الحجرية التي تؤرخ لسقوط عشرات من ناشطي المقاومة الفلسطينية خلال انتفاضة الأقصى، فتبدو المدينة وكأنها في حالة حزن دائم.


وبدأ أبو العلاء عمله في شي لحم الخروف، قبل أكثر من 47 عاما على منقل متحرك في الميدان، ولكن إقبال الناس عليه وشغفهم بطريقته في شي اللحوم، التي جعلتهم يرغبون حتى بالقليل من الشحوم التي يحمرها على النار بعناية، أدى به لأن يكون صاحب محل في الميدان، هو الأشهر فلسطينيا في مجاله.


ويساعد أبو العلاء الذي يقترب من السبعين عاما، اثنان من أبنائه، يحافظان مع أبيهما على ما يعتبر تقاليد المحل.


وما أن يجلس الزبون على إحدى الطاولات، حتى يسارع أحدهم لوضع كأس من اللبن الرائب أمامه، المحضر تقليديا، انتظارا لوصول اللحوم المشوية.


ويظهر الأب وولداه مهارة فائقة في تقطيع اللحوم يدويا، لإعداد الكباب، دون استخدام الأدوات الآلية، أو قطعا صغيرة لاعداد وجبة من (الشقف)، ويقدم مع اللحوم واللبن الرائب، صحن مخللات تقليدية.


ويرى أبو علاء، بأن شهرة محله أساسها، التزامه الصارم بتقديم لحوم ممتازة، بدون أي غش، وخبرته في شيها على النار، بينما يعيد آخرون شهرة مشاوي أبو علاء إلى نوعية البهارات التي يضعها على اللحوم بالإضافة إلى نزاهته واستقامته.


وفي حين أن النابلسيين يتجنبون محلات بيع الكنافة في ساعات الصباح، لأنها عادة ما تعد نوعية من الكنافة ليس هي الأجود والمخصصة للقرويين زوار المدينة الصباحيين، فيقصدونها بعد الظهر، فإنهم بإمكانهم الذهاب إلى محل أبو علاء، مصطحبين ضيوفهم، في أي وقت، لأنه لا يحيد عن طريقة شيه للحوم أو يغير نوعيتها.


ويرتبط أبو علاء وولداه بعلاقات حميمة مع زبائن المحل، وكثير منهم من رجال الأعمال والصحافيين الأجانب الذين يغطون الأحداث في مدينة نابلس، والجميع يدفع نفس السعر، لنفس نوعية الوجبات، الذي يعتبر مناسبا لمختلف الطبقات.


ويمتاز مطعم أبو علاء ببساطته، في كل شيء، من المكان الموجود به، الذي يقع أسفل إحدى العمارات وينزل إليه بدرج، إلى الكراسي والطاولات، ويخلو من الرتوش والكماليات في المطاعم الفخمة كلوائح الطعام والأسعار، وعادة ما يكون كل زبون يدخل المطعم يعرف ماذا يريد، وفي كثير من الأحيان، ما أن يجلس مكانه، وبدون أن يحدد طلبه، يكون أبو العلاء قد وضع الطلب على النار، لأنه يعرف ما يحب وماذا يريد الزبائن، وكيف يرغبون أن تكون وجبتهم من اللحوم المشوية.


ويعتبر كثيرون من زبائن المحل بأن وجبة المشاوي لدى أبو علاء ليست "ثقيلة" أبدا على المعدة، ولذلك فإنه يوجد زبائن شبه يوميين للمحل.


وبالإضافة إلى اللحوم المشوية، فإن قطع البصل والبندورة المشوية، حاضرة في الوجبات التي يعدها أبو علاء، وكذلك الكلاوي والكبدة المشوية، والخبز الدائري المميز، الذي يسخنه أيضا على النار بناء على طلب الزبائن، بالإضافة إلى المياه المثلجة، غير المعدنية، التي يقدمها في أواني وزجاجات بلاستيكية.


ومنذ عام 1995، يكاد أن يكون برنامج أبو العلاء لا يختلف، حيث يتم ذبح الخروف في السادسة صباحا، ويتم سلخه وتنظيفه، وتحضيره للزبائن، الذين يبدؤون في التقاطر إلى المحل في الساعة السادسة صباحا، حتى ينتهي لحم الخروف، فيتم إغلاق المحل، انتظارا لصباح جديد، وخروف آخر، إلا أن هذا البرنامج أصبح يتغير، مع التوغلات الصهيونية الدائمة في مدينة نابلس، التي يتحداها أبو علاء عوكل، بصموده في محله.


http://www.thaqafa.org/Main/default.aspx?xyz=BOgLkxlDHteZpYqykRlUuI1kx%2fVDUOFoI6pIa9DnK4Z1FrXV0lwJNScRZiQSgeqS6zVe0gKOHAhXI7Vuzs0wOE5lEsE4N8vn0KtlpbKzI4%2f37mBtLYwQxuHr8K2n43s913cv4BthtdY%3d



هناك تعليق واحد:

  1. هناك فروع اخرى لمطاعم عوكل في نابلس منها شارع حطين وخان التجار والدوار وذلك بادارة الحاج ابوحسن عوكل والحاج حسان عوكل الملقب بأبو حسام وذلك مما يميز الحاج ابوحسام باعداد الاطعمة والكبدة والمخاخ الطازجة والكلاوي وجميع ما تشتهية بفرعة الكائن بجانب سينما العاصي ...اكيييييييد لحوم طازجة ولحوم الخاروف ..الله يوفقهم لانهم بجد مثال للثقة والنظافة والطعم اللذيذ..

    ردحذف