أهلين

"من عرف الله سار، ومن سار طار، ومن طار حار". عجيل المقدسي.

الاثنين، 1 سبتمبر 2014

بلاد النساء..!!


من أجمل الروايات التي قرأتها مؤخرا، (حكايات من ضيعة الأرامل/ ووقائع من أرض الرجال) لكاتب كولومبي شاب مقيم في نيويورك اسمه جيمس كانيون، ترجمت الرواية إلى أكثر من عشرين لغة، ونقلها للعربية المترجم المميز خالد الجبيلي.
تدور أحد...اث الرواية في إحدى القرى الكولومبية التي تعاني من الحكومة ومن الثوار، الذين لا يتورعون عن نهب السكان واغتصاب النساء واخذ رجال القرية لينضموا معهم، في حروب طاحنة لا تنتهي.
تخلو القرية من الرجال، وتظل فيها النساء، اللواتي، يتدبرن أمورهن بشكل غير متوقع، وينهضن بها. يوجه كانيون، أيضا، نقدا لرجال الدين، متمثلا بقس القرية، الذي يقترح اخصاب النساء، من أجل مواليد جدد، ولكن يتضح بانه محتال وعقيم، فيتم طرده من القرية التي تطور مفاهيم مختلفة عن الحياة والعدالة وتوزيع الثروة، والحب، والزمن، حيث يصبح لقرية الارامل تقويما خاصا بهن.
وعندما يعود بعض الرجال بعد 16 عاما، يجدوا كل شيء قد تغير، ويعيشوا ضمن قوانين النساء.
تنتمي الرواية إلى الواقعية السحرية التي غزت العالم بفضل أكثر الكتاب موهبة في أميركا اللاتينية، أمثال المعلم ماركيز، الذي تاثر بالف ليلة وليلة، وعد احدى حكايات هذا السِفر، أجمل القصص في العالم. بينما يطرح للنقاش، بين الفترة والاخرى في بلادنا، كيفية التخلص منه، بالمنع أو الحرق..!!
من الرواية إلى الواقع، وصلت النساء إلى مناصب الرؤساء في دول القارة، واثبتن خلال العدوان الاخير على غزة، بانهن يتمتعن بحس اخلاقي بالعدالة والحق، ومُثل عديدة أخرى، عرفها العالم كله.
قضايا القارة اللاتينية متشابهة مع قضايانا، ولكن كُتّابهم يختلفون عن كُتّابنا، وحققوا ما يمنع علينا ان نحلم به، مجرد الحلم، فدفعوا أجمل النساء قلوبا وعقولا ومُثلا للمقدمة..! بينما ما زلنا نعيش عصر السبايا والجواري وحز الرؤوس..!
**
موقع الكاتب على الانترنت:
http://jamescanon.com/
مشاهدة المزيد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق