على سفح جبل
الزيتون الغربي، تنتصب واحدة من الكنائس المهيبة، في المكان الذي يشير التقليد
لعلاقته بحدث مهم في العهد الجديد. والحديث عن كنيسة الجثمانية، وبستان جثماني،
والاسم كيفما لفظ الان هو عبارة عن كلمتين: جت وسماني، وتعني تقطير الزيت، وهو اسم
لمغارة في المكان، بالقرب من قبر مريم العذراء، وهذه المغارة كانت مقصدا ليسوع،
وفيها أُلقي القبض عليه. وبالنسبة للبعض فان اسم جسماني يطلق على كامل منطقة جبل
الزيتون.
وفي المنطقة
الكثير من المعالم، ولكن واحدها يكاد لا يذكره احد، وهو ضريح مؤرخ القدس وفلسطين
مجير الدين الحنبلي.تتميز الجثمانية، بأشجار الزيتون المعمرة في بستانها، خصوصا ثمانية أشجار يشير التقليد ان المسيح قضى اخر ايامه على الأرض بينها، حيث صلى وتألم. وفي شهر تشرين الاول الماضي، اعلنت عدة مؤسسات نتائج بحوث ايطالية استمرت ثلاث سنوات، تشير الى ان اشجار الزيتون في الجثمانية هي الاقدم في العالم، وان عمرها يقدر بنحو 900 سنة.
وقد يكون
الحماس الديني. غلب على المعلنين بان أشجار الزيتون هذه هي الاقدم في العالم، ففي
فلسطين توجد اشجار زيتون قديمة، لعل اشهرها زيتونة البدوي، في قرية الولجة، جنوب
القدس، التي يُقدر عمرها بأكثر من ثلاثة الاف عام، بالإضافة الى أشجار زيتون معمرة
اخرى، مثل تلك التي في تل الرميدة في الخليل، واخرى في عين قينيا، قرب رام الله.
والرامة في الجليل. وهذه الاخيرة قد تكون الاقدم في العالم.
أقيمت في
المكان كنيسة النزاع، تذكارا لصلاة يسوع والامه، حتى ان عرقه صار كقطرات دم متخثر،
وفقا للعهد الجديد، وفي الكنيسة صخرة تعرف باسم صخرة النزاع، مطوقة بدرابزين
حديدي، تثير اهتمام المؤمنين.
وفي نفس مكان الكنيسة
الاولى، شيدت ثلاث كنائس، تعود اولها الى الحقبة البيزنطية، والتي شُيدت في عهد
ثيودورس سنة 380م، وكانت تتضمن صخرة صلاة يسوع، حيث موضع المذبح، والموجودة حتى
اليوم، وكانت هذه الكنيسة البيزنطية، أصغر من الكنيسة الحالية، وكانت لها ارضية من
الفسيفساء الرائعة، ولكنها دمرت سنة 614م. ويمكن معاينة فنون الفسيفساء في
الارضيات التي احتفظت بألقها رغم مرور السنوات.
اما الكنيسة
الثانية، فهي الكنيسة الصليبية، التي شُيدت في اوائل القرن الثاني عشر، ولا تزال
تشاهد بعض بقاياها في جنوب الكنيسة الحالية، دمرت هذه الكنيسة نحو عام 1200م.
وشيدت الكنيسة
الجديدة الحالية، على نفس مخطط الكنيسة الصليبية، ما بين 1920-1924م، وتحتفظ بسمات
المعمار الصليبي المتعالي، وهي من تصميم المهندس المعماري انطونيو يرلوتسي، الذي اختار
لنوافذها الزجاج البنفسجي، ليخلق جوا من الصلاة والخشوع أمام صخرة النزاع، التي
بقيت على حالها في وسط الهيكل، أمام المذبح.
الكنيسة الحالية
بناها اللاتين، وسُميت كنيسة كل الامم، بسبب تقديم تلك الدول مواد بناء لتشيد
الكنيسة من جديد، ومن هذه الدول: ايرلندا، وهنغاريا، وبولندا، والارجنتين،
وايطاليا، وبلجيكا، والبرازيل، وفرنسا، وكندا، وتشيلي، واسبانيا، والمانيا،
والمكسيك، وانجلترا، والولايات المتحدة، وقدمت حديد الدرابزين: النمسا.
تنفذ في
الكنيسة الان، اعمال ترميم من خلال مشروع التدريب في مجال الحفاظ على التراث
الثقافي في القدس، ضمن برنامج دعم البلديات الفلسطينية الممول من الجانب الايطالي،
وتشمل اعمال الترميم أرضية الفسيفساء واللوحات والسقف.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق