يضيف كتاب
(وصف الأرض المقدسة لمجموعة من الرحالة المجهولين) على ما كتب سابقا عن الأوضاع في
فلسطين، قبل وخلال الحقبة الصليبية. إضافة نسبية الى المعلومات السابقة.
وصدر الكتاب،
عن دار الشيماء للنشر والتوزيع في رام الله (الطبعة الاولى-2013) بترجمة الدكتور
جلال سلامة، وتقديم الدكتور سعيد البيشاوي. يحتوي الكتاب، كما يقول المترجم، على
مدونات عدد من الحجاج الذين لم تعرف أسماءهم وتاريخ قدومهم إلى الأرض المقدسة.
وتبرز من بين
مدونات الرحالة المجهولين، ما خطه الرحالة المجهول الخامس، قبل عام 1187م، عن
جوانب جغرافية، واجتماعية، وعسكرية، وطبيعية، وميثولوجيه، وغيرها.
ويتحدث
الرحالة عن الحيوانات التي سمع عنها وربما راها في فلسطين: "فوق الأرض
المقدسة تعيش أنواع مختلفة من الحيوانات كالأسود والنمور، وأخرى مفترسة تدعى النمور
البيضاء، أو الثلجية التي سرعان ما تثور وتغضب مما يجعلها غير آمنة، ويقال ان الأسد
نفسه كان يخاف منها، إضافة إلى هذه الحيوانات المفترسة توجد القردة التي عرفت باسم
الكلاب البرية، ووصفت بانها كانت أشد افتراسا من الذئاب، وعلاوة على كل هذه
الحيوانات، تنتشر في هذه الأرض الجمال والجواميس".
وعن النباتات
يدون: "وفي الأرض المقدسة تنمو أشجار فائقة في جمالها وذات أصناف وأنواع
مختلفة، ومنها أشجار النخيل التي تحمل فاكهة البلح، وفيها كذلك أشجار أُطلق عليها
اسم الفردوس، وتميزت بانها ذات أوراق كبيرة، زاد طول كل ورقة منها عن ذراعين
وعرضها حوال نصف ذراع، وتثمر فاكهة مستطيلة الشكل، نكهتها بطعم العسل، ومن هذه الأشجار
ينمو أحيانا شجرتان فوق جذع واحد".
ومن الأشجار
التي يذكرها شجرة الليمون، وأخرى تحمل فاكهة يسميها تفاحة ادم، ويكتب عنها:
"ويمكن رؤية أسنانه (يقصد ادم على الارجح) عليها بوضوح. وفي أرض القدس يزرع
قصب السكر والقطن. وزخرت أرض القدس، وأريحا دون العالم كله بالبلسم الذي يشفي من
الأمراض ويخفف من الآلام، وعندما قدم المصريون إلى هذه الأرض، قاموا بنقل شجيراته إلى
بلادهم، حيث أصبحت المكان الوحيد الذي ينمو فيه هذا النوع من النباتات. ومما يلفت
النظر ان هذه الأشجار إذا ما زرعت من قبل غير المسيحيين فانها لا تحمل فاكهة. بل
ستكون نذير شؤم، وبلا فائدة إلى الأبد".
ويتابع: "وفي
الأرض المقدسة تنمو أشجار الأرز التي تحمل كميات كبيرة من الفاكهة تمتاز الحبة
منها بحجمها الكبير، وشكلها المستطيل، ولها ثلاثة ألوان من الطعم، الأوّل: منها
عندما تقشر، وهذا هو الأفضل، والثاني تحت القشرة وهو اللب كالسمن بلا طعم، وآخر
حامضي الطعم، ويكون في لب النواة، ويشار هنا ان شجر الأرز في لبنان يمتاز بعلوه
الكبير وبلا ثمر. ولكن هناك أشجار أرز صغيرة الحجم تنمو على شاطيء البحر تحمل ثمار
الفاكهة. وإضافة إلى شجر الأرز، تنمو مجموعة من أشجار التين التي لا تحمل فاكهتها
بين أوراقها، بل على جذعها".
ويتوقف
الرحالة، عند انواع الطوائف، ومنها اللاتين: مولعون بالحرب، يحلقون ذقونهم،
يتحدثون اللاتينية، واليونان: يتميزون بالدهاء، والسريان: يتحدثون بالعربية، والأرمن:
يتطرق إلى خلافاتهم الدينية عن باقي الطوائف، والجورجيون: لديهم الابجدية الخاصة
بهم، واليعاقبة: يتحدثون الكلدانية، والنساطرة: يتهمهم بالهرطة.
ويحسب للمترجم،
لغته المفهومة، ولكنه وقع في أخطاء في تحديد بعض الأماكن، مثلا ذكر ان (دوثان)
التي ذكرها احد الرحالة تقع في عرابة البطوف، وكرر ذلك اكثر من مرة والواقع ان
دوثان تقع في عرابة جنين. واصر في اكثر من موقع ان باب العمود، هو بوابة ستيفن،
والواقع ان باب الأسباط يحمل عدة اسماء من بينها بباب ستيفن (استيفانوس) وباب
الاسود وغيرها، وخلط المترجم بين نبع جيحون وعين ام الدرج في سلوان، وهما اسم
لموقع واحد، يحمل اسماء اخرى. ولم يميز بين باب داود وهو مشرع على الشمال، وبين
باب الخليل المشرع على غرب القدس.
وتندرج مثل
هذه الأخطاء، وغيرها لغياب تقاليد البحث الميداني لدي الكثير من الكتاب
والاكاديميين الفلسطينيين، ولكن الامر قد لا يكون مقبولا، عندما يلقى مثل هذا
الكتاب، موافقة عمادة البحث العلمي في جامعة القدس المفتوحة، التي يدرس فيها
المترجم، وحسب رسالة ارفقها في الكتاب موجهة من هذه العمادة الى المترجم، فان
خبراء راجعوا ودققوا الكتاب.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق