أهلين

"من عرف الله سار، ومن سار طار، ومن طار حار". عجيل المقدسي.

الثلاثاء، 3 فبراير 2009

عين الهوية والهوية

12 22 31

42 51 6

اعتدت في كل عام زيارة عين الهوية في قرية حوسان، ولكن ذلك كان دائما يتم في الصيف.

هذه العين التي يدخل اليها بنفق صخري تنتهي بغرفة تنساب منها المياه، من اجمل العيون في الهضبة الفلسطينية الوسطى، في الصيف، تكون المياه فيها باردة، وفي الشتاء فان المياه تصبح ساخنة.

هذه المرة زرت العين، بدون تخطيط وفي الشتاء، برفقة الصديق يعقوب، و الطفل جوزيف صديق هذه المدونة، ودليلنا ومضيفنا خالد حمامرة (ابو العز).

جلنا على معالم القرية، واثارها القديمة، حتى الطراز العثماني لبعض مباني بلدتها القديمة، التي ما زالت صامدة، في تحدي ثقافي، للمستوطنات الضخمة التي اقيمت على اراض القرية، مثل بيتار عليت، والتي تبنى على الطرز الاوربية الحديثة.

انها مستوطنات اوروبية حديثة، معزولة عن سياق التطور العمراني الفلسطيني، تذكر، مع اختلافات جوهرية بالاستيطان الصليبي (الافرنجي) في فلسطين، مع فارق ان المستوطنين الاوربيين السابقين (الفترة الصليبية) كانوا يقيمون مستوطناتهم على بقايا او انقاض القرى الفلسطينية، او حتى العيش مع الفلسطينيين الذين صمدوا انذاك في ارضهم، وبعد عقدين او ثلاثة، تصيبهم لوثة الشرق، فيصبحوا اقرب الى السكان المحليين، اما في هذه الغزوة الغربية الجديدة، فواضح ان الغزاة طوروا من خططهم، وعدوانيتهم، باتجاه ليس فقط  سلب الارض وتطهيرهاا عرقيا من اصحابها، ولكن فرض نظام فصل عنصري، قد لا يكون له مثيل، ومع ذلك فانه  لم يطرح حتى الان الاسئلة الاخلاقية الواجبة على ضمير العالم، اذا بقي هناك ضمير.  

وانتهت جولتنا، بمظهر "ثقافي"، على مائدة ابو العز، حيث تناولنا المقلوبة الفلسطينية، وسلطات محلية مميزة، وعندما خرجنا من منزله والدنيا بدات تظلم، كانت الدبابات الاسرائيلية تقتحم القرية، فاسرعنا بالخروج، بينما بدات قوات الاحتلال بفرض حظر التجوال على حوسان، والتنكيل باهلها، واعتقال العديد منهم.

انه مشهد يومي في فلسطين في العقد الاول من القرن الواحد والعشرين.

هناك تعليق واحد: