أهلين

"من عرف الله سار، ومن سار طار، ومن طار حار". عجيل المقدسي.

الاثنين، 12 يونيو 2023

سيدة الطيور والأزهار!



 


"عندما اغتصبوا الدكَّان، كأنهَّم قطعوا جزءًا من لحمي".

استمعت للسيدة صب لبن، في منزلها، أو غرفتها المتبقية لها في بلدة القدس القديمة. لم يكن اغتصاب الدكان، أسفل المنزل، وتسليمه للمستوطنين، سوى فاصلة من فواصل صراع طويل مع حكومة الاحتلال. لم تتمكَّن السيدة نور، لفترة طويلة حتى دخول المنزل، المحاط بالمستوطنين.

ضرب كلامها وتر ذاكرة تاجر البندقية. بالطبع بدون أي حالة نمطية تجاه اليهود، أنا على مسافة واحدة مع معتنقي الأديان السماوية والأرضية كلّها. المنمطون المناضلون يحشرون مع السيدة نضال الأحمدية. لا يكفون عن تقيؤ: "خيبر..خيبر يا يهود..".

السيدة نور، مهددة باخلاء منزلها ليقطنه المستوطنون. المتضامنون الرئيسون معها هم جماعة (حرية القدس) الإسرائيلية اليسارية، يرفعون الاعلام الفلسطينية ويتظاهرون حول المنزل. وهم الأنشط إعلاميًا للتعريف بقضية عائلة صب اللبن. وهو ما يفعلونه أيضًا في قضايا أخرى، مثل منازل الشيخ جراح.

لا تناسب لفظة تضامن، ما يمكن أن يفعله جيران السيدة نور، وناس القدس وآخرين. ما يمكن أن يفعله هؤلاء الكثير، من الوجود في المنزل، وفي الشارع، وفي الأزقة. أعتقد أنَّه لا خيار سوى ما يمكن أن يفعله ناسنا.

وقفت مع أبناء السيدة نور أمام المنزل، في واحد من شوارع القدس العتيقة المغناة نأمل ونرجو.

فقدان أي انسان، أو حيوان، أو نبات، لمنزله/ موئله، في القدس، أو في أي من أركان كرتنا السفرجلية؛ أمر يستوجب التضامن، وهو من المشاعر أضعفها.

 سألني عماد ونحن ندب في شارع الواد. قلت أفكر بواحد دَّب مثلنا على هذه الشوارع؛ مولانا عزّ الدين المقدسي، وهو يسأل، محاورًا الطيور والأزهار: "..ألم تسمع للنسيم كيف تنسَّم أسفًا لبكاء السّحاب على جزره ومدّه، وتأوّه لهفا على تبسّم البرق لما سمع قهقهة رعده!؟".

#نور_صب_اللبن

#عز_الدين_المقدسي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق