أهلين

"من عرف الله سار، ومن سار طار، ومن طار حار". عجيل المقدسي.

السبت، 20 مايو 2023

رمز!


 


تأسست مدرسة زكريا في عام 1921م (حسب المرحوم محمود الخطيب).

تتوفر صورة شهيرة لمدرسة زكريا الأميرية وطلابها الصغار مع أغطية الرؤوس، ومعلمهم المطربش. التقطها خليل رعد، واحد من أهم المصوريين الفلسطينيين قبل النكبة.

المبنى الحالي (الصورة) مبى آخر على الأرجح، احتضن صفوفًا مشتركة للبنات والبنات، قبل عملية فصل البنات عن الأولاد، إثر احتجاجات من بعض أولياء الأمور (حسب الطالبة رسمية محمد عيد).

وجد في القرية لجنة معارف تلقت التبرعات من الأهالي، وسعت لدى البيروقراطية التعليمية لزيادة عدد الصفوف (حسب خضر سلامة).

كانت مدرسة زكريا الأميرية، رمزًا على إعلاء أهل القرية للتعليم، وهو ما كانت تقره لهم، بأريحية غريبة وبدون أحقاد جدية، القرى المجاورة، وستستمر طرائف العلم والتعليم بين أهالي زكريا وجيرانهم السابقين، في الهضاب المنخفضة، واللاحقين في مخيمات اللجوء، تتداول حتى يوم النّاس هذا. رغم انتشار المدارس في تلك القرى.

المدرسة الرمز، ستظل رمزًا، ولكن هذه المرَّة، للهزيمة التي لحقت بفلاحيها العرب، أمام غزوة إفرنجية حديثة وقوية.

لم يهدم الغزاة الجدد المدرسة، وتحوّلت بالنسبة لهم، رمزًا لانتصارهم. ستظل الذكريات تؤرق المحتل، فيبقي نتفًا من دبيب المحتل (الذي وقع عليه الاحتلال) على الأرض، كتعويذة ضد التاريخ.

هذه الأرض كُتب عليها أن تتداولها الدول، وخلال ثمانية آلاف عام سيتغير اسمها، من عزيقة التي قاومت بعزمٍ سنحاريب ملك الإمبريالية الأشورية، إلى بيت زكريا الرومانية-الهيلينية والبيزنطية، فزكريا البطيخ المملوكية، فزكريا حاف بدون بطيخ أو غيره، وأخيرًا لن يحتاج الغزاة الجدد إلى كثيرٍ من الفطنة، فبكسلٍ فكري فاضح، يسمونها زخاريا، دون تبني للأساطير المسيحية والإسلامية عن الموقع!

زكريا حكاياتنا..والحكايات لم تنتهِ ولم تحسم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق