أهلين

"من عرف الله سار، ومن سار طار، ومن طار حار". عجيل المقدسي.

الاثنين، 5 مارس 2018

كشف غير مسبوق في كنيسة المهد..!











كشفت عمليات الترميم الذي خضعت لها أعمدة كنيسة المهد، عن رسوم وخطوط لم تكن معروفة من قبل، غطتها طبقات من الأوساخ، على مدى قرون.

وما كُشف عنه عبارة عن غرافيتي يعتقد أن زوار الكنيسة وحجاجها تركوه على الأعمدة الحمراء، في ذكرى زياراتهم للكنيسة التي تعتبر من أقدم الكنائس في العالم، التي بنتها الإمبراطورة هيلانا في القرن الرابع الميلادي، ورممها وأضاف إليها الإمبراطور جوستنيان في فترة لاحقة، وما زالت آثار الكنيسة الأولى موجودة ممثلة بأرضية الفسيفساء في قاعة ما بين العمدان، التي جرى قبل أيام الكشف عن بعض أعمدتها بعد انتهاء ترميمها.
ورسم على كل عمود أيقونة تمثل احد القديسين، وكانت هذه الأيقونات معروفة وتظهر بشكل واضح نسبيا على الأعمدة قبل الترميم، ولم يكن يتخيل أحد انه يمكن أن تكون هناك أيضا رسومات أخرى على الأعمدة، ذات طابع "غير رسمي".
وتمثل بعض هذه الرسومات رؤوس سوداء عليها أغطية رأس حمراء، وأخرى تمثل طيور، وكتابات بعضها يحمل أحرف عربية، وأرقام، ورسوم غير مكتملة، تؤكد جميعها شغف زوار الكنيسة والحجاج على ترك ذكرى لزيارتهم للكنيسة.
وعندما كانت ألواح الخشب تغطي الأعمدة لحمايتها من أعمال الترميم التي تجري في الكنيسة، امتلأت برسومات صغيرة ودعوات بمختلف اللغات، وأسماء، وتواريخ، وكتابات أخرى، خطها الزوار الذين كانوا ينتظرون في صفوف للدخول إلى مغارة الميلاد في الكنيسة.
وبعض الغرافيتي المكتشف، احتاج لوقت طويل لرسمه أو كتابته، مما يطرح أسئلة حول إذا كان ذلك تم بموافقة الطائفة أو الطوائف المختلفة التي تدير الكنيسة، وعن المغزى من ورائها، خصوصا ان ما كتب عن الكنيسة في كتب الرحالة، لم يتطرق إلى هذا النوع من الرسوم.
وتضم قاعة ما بين العمدان 44 عمودا، نُحتت من الحجر الوردي، ويُعتقد انها جلبت من محاجر جبل (إصّلَيّب) التابع لمدينة بيت جالا، والذي استولى عليه المحتلون بعد عام 1967، وبنوا عليه مستوطنة جيلو، ويعتبرها المحتلون، حيا من أحياء بلدية القدس الاحتلالية.
ووضع الاستيلاء على جبل (إصّلَيّب)، نهاية لتاريخ من المحاجر في المكان، ينتج الحجر الوردي المميز، يمتد إلى أكثر من ألفي عام.‏
ولم يتم الكشف للجمهور عن رسومات أخرى، لاستمرار عمليات الترميم على معظم الأعمدة، والتي من المتوقع أن يتم إزالة الأخشاب المحيطة بها قريبا.
وعمليات الترميم التي جرت، وما زالت في الكنيسة، بدأت قبل سنوات، بعد الاتفاق مع الطوائف المسيحية الثلاث على البدء بترميم جزئي فيها، ولكن الأمر اكتسب قوة دفع ذاتية، فاستمرت أعمال الترميم، التي لم تنته حتى الآن.
وحسب زياد البندك مستشار الرئيس لشؤون العلاقات المسيحية المحلية فان عمليات الترميم، بما فيها ترميم الأعمدة كلف حتى الآن نحو 13 مليون دولار.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق