أهلين

"من عرف الله سار، ومن سار طار، ومن طار حار". عجيل المقدسي.

الأربعاء، 12 ديسمبر 2012

أسطورة الاقطاعي الاعمى في الشيخ جراح


تُذكّر صور موجودة في أرشيف مكتبة نيويورك العامة نُشرت حديثًا، بإحدى أساطير القدس المرتبطة بتطور حي الشيخ جراح، والحديث عن عبد القادر العمّاوي، الذي كان مِن المبادرين لبناء قصره، خارج أسوار القدس القديمة قبالة الزاوية الجراحية، وكان ذلك دافعا لتطور ما بات يعرف بحي الشيخ جراح في القدس.
ويعتبر قصر العمّاوي، مِنْ القصور والمنازل الأولى، التي لجأت طبقة الأعيان المقدسية لبنائها خارج أسوار البلدة القديمة، لتبدأ المدينة مرحلة جديدة من تطورها. وقد يكون قصر العمّاوي وقصر الناظر في وادي الجوز، مِن أوائل المباني التي بنيت خارج الأسوار.
وكان هذا القصر يقع خلف محطة البنزين القائمة الحالية، غرب الطريق المؤدية إلى نابلس، وصاحب القصر إقطاعي أعمى، قوي الشخصية، امتلك أراضي واسعة في المنطقة، منها كروم الزيتون بالقرب مِنْ مقام الشيخ صدّيق بن عبيد الله السعدي، بالاشتراك مع ملاك آخر يعرف بأبي جبنة.
وتسيطر سلطات الإحتلال الإسرائيلي الآن، على مقام السعدي، والكهوف المجاورة له،المحفورة في الصخور، باعتبارها قبر شمعون الصديق، بينما يُعرف السعدي بأنه أحد شيوخ الطريقة الصوفية السعدية خلال القرن الثامن عشر الميلادي. ويكاد يختفي الآن اسم الصديق السعدي، تحت سطوة اسم شمعون الصديق، وتحول المقام الان الى مزار دائم للمتدينين اليهود.
مِنْ بين الذين اهتموا بقصر العّماوي، الباحث الإسرائيلي شمعون لندمان الذي أرخ لقصور أعيان القدس خارج الأسوار، وكتب عن هذا القصر: "إن شكل وأسلوب بناء القصر والأقواس الضخمة بزخرفتها عند مدخل البيت، وعلو البناء والنحت النظيف لأحجار البناء، كل ذلك أضفى عليه طابع بيت فسيح الأرجاء، وطابع قلعة. إن شبابيكه المزدوجة، الصغيرة والعالية، والأقواس التي فوقها أضفت على البيت طابعًا شرقيًا صميمًا، في الطابق السفلي مِنْ البناء عملت طاحونة قمح على نطاق تجاري".
والمعلومات القليلة عن العمّاوي يعود الفضل فيها للندمان: "كان العمّاوي، رجلاً غنيًا وصاحب طاحونة قمح كبيرة، ولعدم اعتماده على إخلاص عماله، وخدمه، وحراسه، فقد اختار موقعًا عاليًا في قصره يقف فيه وقد أمسك بندقية بيده، ولما كان أعمى فقد أجلس زوجته إلى جانبه، فكان الاثنان يراقبان القادمين والخارجين مِنْ القصر، وعندما كان يدنو مِنْ البيت أحد السابلة مجهول الهوية، كان العمّاوي يرفع عقيرته ليسأل بصوته المدوي عن الهدف مِنْ مجيئه، وإذا كان الضيف مِنْ المرغوب فيهم فقد سمح له بالدنو والإعلان عن مبتغاه، وإلاّ فقد كان العمّاوي يُمطره بوابل مِنْ الرصاص فيضطر للهرب".
انتقل قصر العمّاوي في فترة لاحقة إلى عائلة نسيبة، التي أصبح منزلها وقصر العمّاوي في معمعان معارك 1948، مما أدى الى هدم القصر، الذي كان شاهداً على بدء تطور واحد من أهم الأحياء المقدسية خارج الأسوار.
وما زال كبار السن في حي الشيخ جراح يذكرون حكايات العمّاوي، رغم التبدل الذي جرى على المنطقة، وليس فقط على المنطقة الحرام التي كان يقع فيها القصر، فبعد الاحتلال الثاني في حزيران 1967، تعرض وما زال حي الشيخ جراج إلى حملة استيطانية يهودية استهدفت هويته.
والصور التي تتوفر لقصر العمّاوي قليلة ونادرة، لذا تكتسب الصور في ارشيف مكتبة نيويورك العامة، التي يعود الفضل فيها الى مصوري الأمريكان كولوني، أهمية بالغة في إعادة تسليط الأضواء على العمّاوي وأسطورة الإقطاعي الأعمى.

هناك تعليق واحد:

  1. Hello there! I know this is kind of off topic but I was wondering if you knew where I could get a captcha plugin for my comment form?
    I'm using the same blog platform as yours and I'm having problems finding one?
    Thanks a lot!
    Here is my web-site ; transfer news premier league

    ردحذف