أهلين

"من عرف الله سار، ومن سار طار، ومن طار حار". عجيل المقدسي.

السبت، 30 يونيو 2012

‏‏‏‏كاتب ياباني: كلمات للأمل في أرض الكراهية




قد يبدو، من غير المألوف، في صناعة الكتب العربية، ان يقدم كاتب على إصدار طبعة محدودة من كتابه، لمناقشته مع مجموعات من القراء المفترضين، لإدخال اكبر تعديلات مناسبة عليه، قبل اصداره بشكل نهائي، وهذا ما فعله الكاتب والطبيب الياباني مينورو كاماتا مؤلف كتاب (احمد وتتابع الحياة) وهو يحكي قصة والد الطفل احمد الخطيب من مخيم جنين الذي قتله الاحتلال وتبرع بقلبه واعضائه لانقاذ حياة ستة اسرائيليين.
والتقى كاماتا، مجموعة من الشبيبة الفلسطينية في بيت لحم، لمناقشة الكتاب، قبل ان يلتقي مجموعة اسرائيلية مماثلة، وقال الكاتب الياباني المولود
في طوكيو عام 1948: «كان هناك رجل فلسطيني لم استطع نسيانه لمدة خمس سنوات. كنت ارغب في لقائه منذ ان قرأت مقالة قصيرة عنه في احدى الصحف. كان رجلا قتل الجنود الاسرائيليون ابنه، ولكنه تبرع بأعضاء ابنه لإنقاذ الاطفال المرضى في اسرائيل، في دولة الاعداء».
واضاف: «اردت ان اقدم كتابا مصورا عن تصرفاته وافكاره، أملت ان يكون هذا الكتاب بداية لدوران العجلة، عجلة المشاعر الدافئة في ارض تراكمت فيها الكراهية فوق الكراهية لأكثر من نصف قرن، لقد كانت رؤية عظيمة اخذت انميها، ورغبت في لقاء هذا الاب وجها لوجه».
ويروي كاماتا في كتابه، الموجه الى فئة عمرية متوسطة، حكاية الأب اسماعيل، الذي يجد نفسه في مواجهة قرار التبرع بأعضاء طفله الشهيد لعائلات من الاعداء. فكتب كتابه باعتباره: «كلمات الأمل التي عثرت عليها في أرض الكراهية».
والكتاب الذي سيصدر بالعربية، والعبرية، واليابانية، لا يخفي مؤلفه انه يحمل رسائل سياسية، عن رغبات بإحلال السلام في ارض السلام.
يقول كاماتا: «اردت ان اضع كتابا يشبه كتب الاطفال المصورة، مثل قصيدة شعر، مثل نقد ثقافي، مثل كتب الارشادات العملية، مثل حكايات الخيال، كتابا ليس كالكتب، كتابا يشيه اسطورة من العصر الحديث، اردت ان اضع كتابا، بمقدار ما هو عن طُرق البشر في الاستمرار بالحياة، بمقدار ما هو كتاب عن القضية الفلسطينية، لم اكن اريد ان اضع كتابا يلقي باللائمة على الناس، أردت ان اكتب عن الوحش الذي يعشش فينا جميعا، اردت ان اكتب عن كيف يمكن ان نفهم بعضنا بعضا على قدم المساواة».
واختلف المشاركون في الحلقة النقاشية، في آرائهم حول الكتاب، واختلفوا ايضا فيما بينهم، الى درجة ان بعضهم ترك القاعة غاضبا.
رأى عامر دراغمة، الذي أدار اللقاء، بان الكاتب الياباني، قدم جهدا مشكورا، في الموضوع الفلسطيني، وشدّ محمد الجعفري، ومنذر عميرة، وفريد الاطرش وغيرهم، على ازر الكاتب، فيما رأى اخرون ان كتابه يدعو للاستسلام وليس للسلام.
ووسط الجدل السياسي، غاب النقاش حول الكتاب، ولكن الكاتب الياباني المجد لنشر موضوعه بأفضل الصور، تفهم كل ذلك، وأجاب على جميع الاستفسارات.
وتحدث كاماتا، عن تراجع التعاطف في اليابان مع القضية الفلسطينية، مؤكدا عما يواجهه كمقدم لاحد البرامج لاعادة الاعتبار للقضية الفلسطينية في الاعلام الياباني.
وقال: «انا مصمم على نشر ما أقدر عليه من قضايا فلسطينية، وأتأمل واصلي، كبوذي من أجل ألا يكون هناك عنصرية وقتل، وجدران في الاراضي الفلسطينية».
واضاف: «اصحاب المحطة التي اعمل بها، يقولون بان الموضوع الفلسطيني لا يجلب اعلانات، ولذا فإنني ارغب من خلال هذا الكتاب ان اعيد الاهتمام للموضوع الفلسطيني في اليابان».
وروى معاناته، مع الاهالي الاسرائيليين الذين تبرع اسماعيل بأعضاء ابنه لأبنائهم وقال: «من الستة الذين تلقوا الاعضاء، مات واحد، وخمسة كانوا أحياء، وذلك قبل عامين عندما جئت الى فلسطين، حاولت الالتقاء بهم، أربعة من العائلات رفضت الحديث معي بحجة الانشغال».
ويعتقد بانه: «اذا قرأ الاسرائيليون الكتاب، فيمكن ان يفهموا ما اريد ان اوصله، رغم انني اعرف بان كتابي وحده غير قادر على احداث التغيير».
ويقول: «في هذه القصة، اردت ان اعكس وجهة نظر الأب، واتساءل: لو كنت مكان الاب إسماعيل، هل كنت سأتبرع بأعضاء ابني للأعداء؟».
كاماتا، الذي تخرج في جامعة طوكيو للطب وطب الاسنان عام 1974، ألف العديد من الكتب، أشهرها (لا تحاول بشدة) وهو الكتاب الاكثر مبيعا في اليابان عام 2000م.
http://www.alhayat-j.com/newsite/details.php?opt=3&id=177357&cid=2635
الصور من مدونة الكاتب الياباني:
http://kamata-minoru.cocolog-nifty.com/blog/

هناك تعليق واحد:

  1. Hi, constantly i used to check website posts here in the early hours in the break of day, because
    i love to gain knowledge of more and more.
    My blog ... football newspaper articles

    ردحذف