في اللقاء الثقافي الاخير في بيت لحم ناقشنا لوحة الفنانة سمر غطاس، والغريب انها اثارت اسئلة كثيرة في مجملها اسئلة سياسية، هنا موضوع نشرته في مجلة قاب قوسين الالكترونية عن اللقاء:
أثارت لوحة فنية، نقاشا سياسيا خلال لقاء أدبي نُظم في مدينة بيت لحم، حضره كتاب ومثقفون ومهتمون، واتخذوا من اللوحة منصة لتوجيه نقد مرير للواقع الفلسطيني الحالي.http://www.qabaqaosayn.com/node/200
وعُقد اللقاء في مركز التراث الفلسطيني التي تديره الباحثة مها السقا، وناقش الحضور لوحة للفنانة سمر غطاس بعنوان "المشعوذ"، وهي بالأبيض والأسود.
تعتبر غطاس، واحدة من ابرز الوجوه في الحركة التشكيلية الفلسطينية حالياً، حازت على الماجستير في أكاديمية الفنون بأوكرانيا، ودرّست في جامعة بيت لحم، وكلية دار الكلمة، وشاركت في معارض جماعية وفردية في فلسطين، وخارجها، في المانيا، وإيطاليا والولايات المتحدة ، واقتنت بعض المتاحف العديد من اعمالها.
تتميز تجربتها التشكيلية بالتنوع، والتجريب الدائم، وارتباطها بقضايا الانسان الفلسطيني الوجودية، مما جعل حضورها دائم الحيوية في المشهد التشكيلي الفلسطيني الراهن.
قدم الروائي نافذ الرفاعي، منسق اللقاء، الفنانة غطاس، مشيرا إلى أن اللوحة موضوع النقاش، تعبر عن الواقع الفلسطيني الحالي، حيث تغيرت المعايير، واختلطت الأمور بشكل غريب. مشيرا الى الوضع السياسي الحرج الذي تمر به الاراضي الفلسطينية، وانعكاسات الانقسام على المواطن، وغياب اجابة عن الفشل الدائم الذي مُنيت به الحركة الوطنية الفلسطينية.
قالت غطاس، أن اللوحة جزء من لوحات أنجزتها بالأبيض والأسود، وهي مرحلة في حياتها الفنية، التي مرت بمراحل مختلفة، وذكرت بأن الشاعر العراقي فادي سامي الصائغ هو من أطلق على لوحتها هذه اسم "المشعوذ" فأعجبها الاسم، مشيرة إلى أنها ترسم وهو يعبر عن ما ترسمه شعرا. وان ذلك يشكل طريقة لفهم بعضهما عن بعد ومن خلال الريشة من قبلها، والقلم من قِبل الصائغ.
تجربة غطاس والصائغ لفتت انتباه المشاركين في اللقاء، ورضى الرسامة غطاس عن فهم الشاعر العراقي للوحاتها. فقد كتب الصائغ لوحة "المشعوذ" شعراً:
"يمرر المشعوذ أصبعه بين شعره
تحت ستار الظلام الحالك
يبث رأسه أيونات السحر الأسود
يمجد المرأة
إذن أنه ساحر عظيم
عندما يطلق أطفاله للسماء
في غرفته موسيقى
أنها الطقوس الخفية
التي تطلقها الأزهار
تجذب إليها الشعوب
فتجعلها تصلي وهي نائمة
ترتفع أرواحهم الى الوهم المغناطيسي
ثم تقتلهم السكاكين المعلقة في سقف النهاية
يحاولون الهروب
كان على نفس الطريق رهبان
حلقوا شعورهم
فقدوا عذريتهم في النهاية
لان العذرية ليست سوى سد ضعيف
هناك دموع كثيرة تركتها سهرة
مخلوطة مع " المسكارة "
نساء تركن حزنهن عند باب المشعوذ
ثمة ناس مازالوا يحنّوا الى المجوسية
فتراهم يرقصون حول النار السوداء
يرمون بها كل شئ المبادئ والحياة
حتى معاركهم مع الضوء
يعطوها للمشعوذ
ليصنع بها أسلاك توصلهم للسماء
بعض سكان المدينة أصابهم الجنون
أو الجوع
تراهم يرمون أنفسهم في البحيرة السوداء
المشعوذ يقدم المدينة قرباناً
للكسوف
يقدم الكسوف للمشعوذ
حمما سوداء
وقاراً مقدس
ليطلي الوثن الجديد
ليجعل المدينة بأكملها تختفي
في فجورها وجنونها
مدينة لا يحج إليها سوى من فقد حواسه
يأخذون الخيطان من المشعوذ
ثم يطلقون أنفسهم الى جحيم أكثر متعة
هذا دائما مايقدمه السحر لنا
جحيم أكثر متعة لحواسنا الفارغة".
واذا كانت هذه رؤية الصائغ للوحة، فإن غطاس تعتقد بأن كل متلقٍ يمكنه ان يرى ما يريده في اللوحة، ويؤولها بالشكل الذي يراه مناسباً، وقد يجد فيها معاني لم تخطر على بالها.
ورأت كفاح مناصرة، بأن اللوحة تمتاز بفنية عالية، تعبر عن مضمونها، الذي يعبر عن واقع نعيشه جميعا، والذي يمتاز بالسوداوية وانعدام اليقين.
وقالت مها السقا، بأنه رغم ما يمكن أن يُستشف من سوداوية في اللوحة، إلا أنها تحمل تفاؤلا بالتغيير، وهو ما يطمح له الشعب الفلسطيني.
واقترح الناشط السياسي جورج حزبون، بأن يُطلق على اللوحة اسم "المرحلة"، لأنها تعبر فعلا عن مرحلة يعيشها الشعب الفلسطيني، فيها الكثير من الشعوذة السياسية، وذكر ما اعتبره معلومات تناهت إليه بان "مفاوضين فلسطينيين يتصلون بأحد الفلكيين المعروفين ليسألوه عن بعض الأمور التفاوضية"، مما يعد في رايه قمة الشعوذة السياسية.
وانتقد الصحافي فؤاد اللحام اللوحة، قائلا بأنه لا يستهويه الغموض في الفن، وإنما الوضوح، والوصول إلى الفكرة مباشرة، وبدون تعقيد، واعتبر ان التعقيد يضر بالعمل الابداعي وليس له داع.
وناقش الحضورفي المناسبة قصة للكاتب نصار إبراهيم من مجموعته "موت كلب"، وقال الكاتب جمال بنورة بأن القصة تعبر عن بعض من معاناة الشعب الفلسطيني، وأن ابراهيم نجح في ابراز تمسك هذا الشعب بهويته، وقالت كفاح مناصرة بان الكاتب نجح في قصته وهي بعنوان "بطاقة هوية" في التعبير عن تفاصيل دقيقة ببراعة.
وأشاد الرفاعي، بالقصة، ووصفها بالعمل الابداعي، وقال بأنها ليست أفضل ما كتب نصار إبراهيم، وأنه شخصيا اختارها، لعدة أسباب من بينها قصرها، وإمكانية مناقشتها في لقاء ثقافي.
وألقى شعراء قصائد لهم.
ووقع الكاتب أسامة العيسة، نسخا من روايته "المسكوبية"، الصادرة حديثا عن مركز اوغاريت، تمهيدا لمناقشتها في لقاء ثقافي مقبل يعقد في مركز جدل في مدينة بيت ساحور.
Hi my family member! I want to say that this post is amazing, nice written and come with approximately all important infos.
ردحذفI would like to look extra posts like this .
Here is my webpage ... transfer news about football