أهلين

"من عرف الله سار، ومن سار طار، ومن طار حار". عجيل المقدسي.

الجمعة، 5 ديسمبر 2008

الكسي الثاني

23

هناك نوع من الزعامات التاريخية، يمكن ان يطلق عليها "رجال الاقدار" منهم البطريرك الروسي الكسي الثاني الذي رحل عن عالمنا اليوم.


يمكن اعتبار الكسي الثاني، احد المعبرين الاساسيين عن الهوية الروسية في ظروف الانهيار الذي اصاب الاتحاد السوفييتي، وعمل بدون كلل على اعادة اللحمة للكنيسة الروسية، المنقسمة خلال الحرب الباردة الطويلة.


ووصل الى فلسطين اكثر من مرة، ليستعيد الكنائس التي فقدت خلال الانقسام، مكافحا الغطرسة الصهيونية.


وعندما التقى عرفات اكثر من مرة، كان الاول يهتم بالسجاد الاحمر والبروتوكلات، بينما الثاني يخرج من اللقاء ليتسلم المزيد من الكنائس.


التقيت البطريرك المهيب لدى زياراته لفلسطين، ومنها عندما وقف على راس نحو 12 (او اكثر) بطريرك ارثوذكسي من اوروبا الشرقية وغيرها، ليحيوا فلسطين، وفي الوقت الذي كانت فيه الحركة الوطنية الفلسطينية، تبحث عن مكاسب هزيلة في سلطة اوسلو، كان الكسي يعزز موقع بلده وكنيسته.


زعماء الحركة الوطنية المعاصرة اخر همهم كان الحفاظ على الارض، وهو ما نراه اليوم من تغول المستوطنين في الخليل وغيرها، بينما عمل الكسي الثاني ويتابع دربه اخرون الان لاستعادة كل شبر لهم في فلسطين.


جهود الكسي الثاني تقاطعت مع اخرين من قيادة روسيا اليوم، في استنهاض وبعث الهوية الروسية، ويسجل لالكسي مبدئيته وعدم تقديمه للتنازلات المجانية للفاتيكان، محافظا على كرامة امته ومصلحتها.


ثمة دروس كثيرة في مسيرة الكسي الثاني يمكن ان يستفيد منها العرب، رغم شكي في ذلك..


 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق