أهلين

"من عرف الله سار، ومن سار طار، ومن طار حار". عجيل المقدسي.

السبت، 11 نوفمبر 2023

ثقافة الحياة!


 


محمد عليًّان، بالنسبة لي، هو صاحب المجموعة القصصيَّة الأهم عن تجربة الأسرى في سجون الاحتلال. وجدت طريقة لذكر ذلك، في روايتي (المسكوبية)، تقديرًا وتذكيرًا.

لقائي الأوّل بمحمد عليّان، كان في عام 1986. نظَّم اتحاد الكتاب الفلسطينيِّين، ندوة مشتركة في مجمع النقابات المهنية في بيت حنينا، لمناقشة مجموعة محمد عليّان، وروايتي القصيرة-قصتي الطويلة (الحنون الجبلي).

كتب عليّان، قصصه خلال سنواته الطويلة في السجون، واعتنى بنشرها، بعد تهريبها من السجن، في مجلة الكاتب، جميل السلحوت وإبراهيم جوهر.

بقدر ما تلقى كتابه تعظيمًا من المنتدين، تلقى نصي تقريعًا!

أصبح عليّان، حرًا (طبعا تلك الحرية النسبيَّة). كان أحد الذين شملتهم صفقة تحرير الأسرى الشهيرة.

لقائي الأخير، بمحمد، خلال معرض فلسطين الدولي للكتاب، تشرفت به في توقيع روايتي: سماء القدس السابعة. سألني مسبقًا عن الموعد. حضر وأُم البهاء. سعدت بضمه روايتي إلى صدره، وقد بدا سعيدًا، مشجعًا.

بين اللقائين، كانت لقاءات معظمها لها علاقة بالكتب؛ في لجنة فحص ابداعات طالبات مدرسة، والمشاركة في كتابه التذكاري عن ابنه-ابننا الشهيد بهاء، وإشهاره على سطح في مخيم عايدة.

محمد، بالنسبة لي الرجل الوحيد الذي عرفته، لم يرمِ الجمر من يده، كما يليق بضمير (النساء المناضلات اللواتي عرفتهن، كن، بتفاوتات، يملن للسلطويات المختلفة).

بعد استشهاد بهاء، حمَّل محمد نفسه، اشاعة روح ما ما يسميها (ثقافة الحياة).

ما يكتبه محمد على الفيس، مؤثر، يحزّ في العظم. لم أكن دائمًا قادرًا على متابعة ما يكتبه بمداد القلب والعين. إنَّه يحرج ما تبقى في قعر قدح آدميتنا.

محمد عليَّان ضميرنا الحيّ! سلام عليك أينما كنت الآن!

أنت تعرف كم حفرت في القلب!

#محمد_عليان

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق