أهلين

"من عرف الله سار، ومن سار طار، ومن طار حار". عجيل المقدسي.

الجمعة، 3 يناير 2020

مصير غير متوقع للغرير الأعمى..!



في حديقة جمعية الحياة البرية في بيت ساحور، يسير حيوان الغرير، على غير هدى، يرتطم رأسه بالجدران. لم يألف المكان بعد، وزاد من صعوبة وضعه أنه مصاب بالعمى.
كانت الأيام الماضية، حاسمة بالنسبة للوضع الذي وجد الغرير فيه نفسه، في مكان غير بيئته الطبيعية. ولم يعرف بعد ما هي الظروف الحقيقية التي جعلته يلجأ إلى مبنى سكني في قرية حرملة، شرق بيت لحم، وهروع طواقم الدفاع المدني إلى المكان، بعد تلقيهم إشارة، والقبض عليه.
وأعلن الدفاع المدني حينها، انه تمكن من السيطرة على حيوان مفترس، اسمه الغرير، الذي سلم لاحقا إلى جمعية الحياة البرية في بيت ساحور.
وصف الغرير بالمفترس، أثار نقاشا، فهذا الحيوان، يأكل القوارض والأفاعي السامة، وأيضا الإعشاب، ولا يمكن وضعه مع الحيوانات المفترسة كالأسود أو التماسيح مثلا.
يقول عماد الأطرش مدير جمعية الحياة البرية، بان حيوان الغرير مصنف كآكل لحوم، ولا يمن اعتباره مفترسا.
يقول الأطرش: "يأكل الغرير القوارض والزواحف، وأيضا يأكل النباتات، وهو من الحيوانات القليلة التي تأكل من الطرفين، وفي أحيان يأكله بعض المزارعين، لان هياكل الإعشاب".
عندما وصل الغرير مقر الجمعية، أبدى الأطرش تفاؤلاً بشأن وضع الغرير، وقال بأنه سيعالج ويطلق إلى البرية مرة أخرى، أو يوضع في حديقة كنوز الحياة البرية التابعة للجمعية.
ولكن وضع الغرير الأعمى، الذي لم يدرك بعد أين هو، وكيف وصل إلى مكانه الحالي، في تدهور، وحسب الأطرش فانه في اليوم الثاني للقبض عليه، ظهر أنه يعاني من صعوبة في التنفس، وينزف من فمه، وشهيته ضعيفة.
قال الأطرش: "شهية الغرير ضعيفة، ولكننا سنبذل كل جهدنا لإنقاذه، سنعالجه، فالنواحي الإنسانية هي الأسمي في سياستنا للحيوان والإنسان".
ولكن الأمر لن يكون سهلاً، استقدم الأطرش عددًا من الأطباء البيطريين، الذي قدروا أن عمر الغرير المقبوض عليه يتراوح بين 15-20 سنة، أي أنه في عمر الشيخوخة بالنسبة لنوعه، وأن العمى، يبدو نتيجة للشيخوخة.
قال الأطرش: "يقترب الغرير من نهايته، وما يزيد من حراجة وضعه الصحي، معاناته من انغلاق في جهازه التنفسي، ولكن قد يكون الأمر الأصعب، أن الحشرات مصاصة الدماء المتطفلة، موجودة على جسمه".
وأضاف الأطرش: "اللون الأسود على وجه الغرير، يشير إلى عمره المتقدم".
وحول تقديره لسبب لجوء الغرير إلى مبنى سكني، قال الأطرش: "علينا أن ندرك بأن الغرير يعيش في المناطق شرق بيت لحم، كظهرة الندى، وزعترة، وخربة بيت بصة، وفي عام 1985 وثقته في هذه المنطقة، فالغرير يحب العيش في المناطق الزراعية. لقد قبض على الغرير في شرفة أحد المنزل، ويبدو أنه وصل إلى هناك، مدفوعا بمعاناته من الاحتضار، وإدراكه لقرب نهاية حياته".
قبل عامين، وصل جمعية الحياة البرية، حيوان الغرير، بعد القبض عليه في قرية دار صلاح، شرق بيت لحم، وبعد فحصه، أطلق إلى البرية.
يقول الأطرش، بأنه حسب الاتحاد الدولي لحماية الطبيعة، فإن أعداد حيوان الغرير في العالم في هبوط، مما يعني ضرورة بذل جهود أكبر للحفاظ عليه.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق