أهلين

"من عرف الله سار، ومن سار طار، ومن طار حار". عجيل المقدسي.

الأربعاء، 23 أكتوبر 2019

مآلات السيّد حسن..!



أتأمل، كروائي، في (تحولات) السيّد حسن نصر الله، منذ النصرّ المؤزر بطرد المحتلين من الجنوب، ورفع صوره في الشوارع والميادين العربية، وارتفاع رصيده إلى مستوى غير مسبوق، وتحقيقه لمصداقية خطابه، وتمكنه من حشد قوى متباينة أيدلوجيًا، خلف مشروع المقاومة، الذي لم ينتهِ بطرد الإسرائيليين من لبنان، أو هكذا أريد للنّاس أن تفهم.
ولكن السيّد حسن، لم يتسع له، كما يبدو، فضاء المقاومة، وإن لم يحدد مفهومها، فظهر كعصا ضبط في لبنان الداخلي، ليضع مشروع المقاومة على محك النقاش.
وبدأ يخسر من رصيده، الذي أصبح على الاختبار، بتجاوز دوره اللبناني، إلى دعم نظام الأسد في سوريا، كعصا وظيفية إقليمية، وهو ما أحدث شرخًا في الجمهور الذي ناصر نصر الله.
ولكن تدحرج السيّد، ليس له حدود، كما تبيّن من خطابه الأخير، بشأن الأحداث في لبنان، مهددًا بإنزال جمهوره إلى الشارع، وهو ما يُصطلح عليه بالبلطجة.
ظاهرة السيّد، إن جاز التعبير، ليست جديدة، على تاريخ مصر والشام، خلال القرون الثلاثة الفائتة، حيث ظهر كثر، كأبطال شعبيين، وبعضهم استلم السلطة، ثم ترنحوا سقوطا.
هل (تحولات) السيّد حسن، هي تحولات فعلاً، أم نسق نموذجي لزعيم محلي في هذا الشرق؟
الحفريات المعرفية، حول طبيعة السيّد الفئوية، والطائفية، ومرجعياته الدينية والثقافية، وانتماءاته، وإنحيازاته،لم تكن تؤدي ب"سيد المقاومة"، إلّا لبلطجي محتمل في لبنان، ثم قاتل بمهام إقليمية في سوريا، وأخيرًا (وليس آخرًا) إلى بلطجي مكتمل الجهوزية في لبنان.
ربما انتهى مشروع المقاومة بقيادة السيّد، بالعملية الهزيلة الأخيرة، التي جاءت لرد ماء الوجه، وأظن أن هذا المشروع استنفذ نفسه، ولم يعد مقنعا، للثوّار في الساحات اللبنانية، كما أتوقع.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق