أهلين

"من عرف الله سار، ومن سار طار، ومن طار حار". عجيل المقدسي.

الاثنين، 1 أكتوبر 2018

لقد مات، مات رئيس البلدية..!



‏‏
في خضم الثورة الفلسطينية الكبرى 1936-1939م، جلس عيسى عطا الله، التربوي والمفكر المتمرد على التقاليد والأديان في بيته في بيت جالا، ليخط رسالة لصديقه المؤرخ نقولا زيادة، في الرسائل التي خطها عطا الله لزيادة (والتي ما زالت مخطوطة)، تظهر الاهتمامات الفكرية والشخصية، ولكن هذه المرة ثمة ما كان يؤرق عطا الله:
"عزيزي نقولا..
كان ذلك مساء السَّبْت، وكنت قد ودعت زائري وجلست إلى مكتبي وأعددت العدة لأكتب إليك ثم ذهبت أُقلّب فكري واستنديه حديثاً أكتبه إليك. وفيما كنت كذلك إذا بداعٍ يدعوني فأقوم إليه وإذا هو أحد زائري الذين ودّعتهم منذ دقائق، وإذا هو مضطرب مأخوذ، وفي وجهه إمارات، بل إن وجهه كله إمارات لا تقرأ فيها سوى علامات الدهشة والتعجب. ولقد بقي لحظات لا يستطيع التسلط على لسانه وعقله ليلقي إلي بما يشاء، حَتَّى قال أخيرًا، "أسمعت، أسمعت، لقد مات، مات رئيس البلدية. البارحة رأيناه، والبارحة حدثناه ثم هو الآن قد مات فيما يقولون". ولا أكتمك أن الخبر وقع مني موقعاً أليما، وقد تأثرت لهذا الرجل تأثراً غريباً لا أستطيع أن أعزوه إلَّا إلى الميتة الغريبة التي ماتها، ولم يكن قد مضى على رؤيتي له وتحدثي إليه غير ساعات معدودة".
ويكمل عطا الله رسالته باثا لصديقه لواعجه الفكرية وأفكاره الإلحادية، من وحي الموت..!
ما حدث هو اغتيال رئيس بلدية بيت جالا آنذاك أندريا منصور في منطقة كريمزان، وهو اغتيال لا نعرف عن تفاصيله شيئا.
اغتيال منصور إحدى صفحات ثورة مجهضة في تاريخ فلسطين، أجهضتها القيادة الفلسطينية، وملوك الدول العربية، آملا أن يتصدى باحث لملابسات اغتيال منصور.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق