حُبرت الاف الصفحات
عن العلاقة بين المثقف والسلطة. في فلسطين الواقع أكثر تعقيدا، يمكن استشفاف ملامح
من ذلك، مثلا من خلال الصور التي ينشرها مثقفون مع وزراء ومسؤولين على الفيس بوك. وعدم
النجاح في بلورة اتجاه ثقافي مستقل ذو ثقل أخلاقي فوق حزبي، وفي ظل غياب أية نقابة
مستقلة للمثقفين، أو مؤسسات ثقافية غير حزبية، أو ليس لها علاقة مع السلطتين في
الضفة وغزة.
أشير إلى ذلك، ونحن
نودع الدكتور اياد السراج، الذي اعتقل عام 1996، لنشاطه الحقوقي، ولكن التهمة التي
وجهت له، وهي حيازة حشيش، لم يأخذها أي احد على محمل الجد. وأثارت سخرية الصحافة
العالمية من "ديمقراطيتنا" الوليدة.
لا شك بان بيانات نعي
صدرت أو ستصدر من جهات رسمية، تعدد مناقب الفقيد، ولكن هل ستقدم اعتذارا للسراج،
على تلك التهمة الملفقة (واذا لم تكن كذلك لماذا اطلق سراحه؟). كنوع من اعتذار
ولوّ متأخر. وحتى لا تتكرر مع أي مثقف مستقل في المستقبل في ظل مجتمع محكوم
بالقبائل الحزبية.
هل لدينا رأي عام؟
وهل هو متطلب، حتى لا يرضى بأقل من اعتذار عن واقعة مست شخصية السراج، ام انه سيتم
الاكتفاء بتدبيج البيانات والمقالات التي يمكن ان تقال بمناسبة رحيل أي شخص؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق